الاستدانة / حميد العامري
الاستدانة من الآخرين واحتياجهم تؤدي بعض الأحيان الى
الشعور بالمذلة وكان الرسول (ص) يستعيذ بالله من الدين ،
لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : أعوذ بالله من الكفر والدين ،
قيل: يا رسول الله أيعدل الدين بالكفر؟
فقال: نعم . (الخصال ج1 ص27)
وكان يحذر من الاستدانة وهمها ، قال صلى الله عليه وآله وسلم:
إياكم والدين فإنه هم بالليل وذل بالنهار .(علل الشرايع ص 527)
وقال صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً: ما الوجع إلا وجع العين ،
وما الهم إلا هم الدين .(علل الشرائع ص 529 )
وروي أن النبي (ص) رفض الصلاة على أحد موتى الأنصار
لأنه كان مديناً ، فقد روي أنه قيل للامام جعفرالصادق(ع):
بلغنا أن رجلاً من الأنصار مات وعليه دين فلم يصلِ عليه
النبي صلى الله عليه وآله وقال: لا تصلوا على صاحبكم حتى
يقضى عنه الدين فقال: ذلك حق .
ثم قال: إنما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك ليتعاطوا
الحق ويؤدي بعضهم إلى بعض ، ولئلا يستخفوا بالدين .
(علل الشرايع ص ٥٩٠)
وعنه (ع) قال: خففوا الدين فإن في خفة الدين زيادة العمر.
(أمالي الطوسي ج2 ص279 )
وقد حثَ الاسلام على تسديد الدَين في موعده ، قال تعالى :
" فان أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه " .
(سورة البقرة: ٢٨٣ )
وربما يتمادى البعض ويماطل في رد الدَين وهو مما يعتبر مرادفاً
للسرقة ، قال الامام الصادق (ع): السراق ثلاثة مانع الزكاة ،
ومستحل مهور النساء وكذلك من استدان ولم ينو قضاءه .
قال النبي صلى الله عليه وآله: من يمطل على ذي حق حقه
وهو يقدر على أداء حقه فعليه كل يوم خطيئة عشار.
(أمالي الصدوق ص ٤٣٢ )
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الدين على ثلاثة وجوه ،
رجل إذا كان له فأنظر، وإذا كان عليه أعطى ولم يماطل فلذلك
له ولا عليه ، ورجل إن كان له استوفى وإن كان عليه أوفى
فذلك لا له ولا عليه ، ورجل إذا كان له استوفى وإذا كان عليه
مطل فذاك عليه ولا له . (ثواب الأعمال ص٢١٥)
حميد العامري
أمس في 16:02
