وفاة السيدة خديجة بنت خويلد (رض)

وفاة السيدة خديجة بنت خويلد (رض)

طلبت السيدة خديجة(رض) من ابنتها فاطمة الزهراء (ع)
أن تدنو منها ، وهمست في اذنها قائلة :
(ياقرة عيني قولي لأبيك رسول الله(ص)ان امي تقول:
(اني لأخشى هول القبر ووحشته ، وارجو منك ، بأن
تجعل من الإزار الذي كنت مؤتزرا به عند نزول الوحي
عليك كفنا لي) .
وخرجت فاطمة (ع)  لتنقل ما اوصتها امها ، فلما
سمع رسول الله (ص) بذلك ارسل عباءته لخديجة ،
مما افرحها واثلج صدرها .
توفيت السيدة خديجة في العاشر من شهر رمضان المبارك ،
بعد عشر سنوات من البعثة النبوية الشريفة ، وكانت في
الخامسة والستين من عمرها الشريف ، بعد اداءها لفريضة
الصبح ، وكان الرسول(ص) عند فراشها يبكيها فهبط عليه
الامين جبرائيل (ع)  حاملاً لها كفنا من قماش الجنة قائلاً:
يارسول الله ان العلي الأعلى يُقرؤك السلام ويقول لك :
(ان خديجة صرفت اموالها في سبيلنا ونحن أحق لأن
نقدم الكفن لها) .
ثم قام النبي (ص) بغسلها وتحنيطها وتكفينها وصلى عليها ،
ثم شيعها مع جمهور المسلمين لمثواها الاخير في مقبرة
الحجون ، ونزل لقبرها وافترش ترابه واستلقى فيه ودعا لها ،
ثم أنزلها بيده الى لحدها ثم غطاه بالآجر وأهال عليه التراب .
وما ان عاد الرسول (ص) الى الدار ، حتى استقبلته ابنته فاطمة الزهراء (ع)  وهي تحوم حوله باكية وتقول:
أبتاه اين امي ؟ وقد تحير الرسول(ص) في الإجابة على تساؤلاتها ،
فهبط عليه الامين جبرائيل ، ليقول له :
أجب فاطمة بالقول : ان امك استقرت في كمال الراحة والاطمئنان ،
وهي تعيش في قصر صنع من الزبرجد .
ومقبرة الحجون في منطقة المعلى ، مثوى الكثير من الصحابة
والتابعين والعلماء والشخصيات التي لمع نجمها بخدمة الاسلام ،
ومن بينهم عبدالمطلب جد النبي (ص) وابوطالب وأبناء الرسول (ص)
ابراهیم والقاسم وعبدالله وعبد مناف جده الاعلى وياسر وسمية
والدا الصحابي عمار بن ياسر ، والعديد من الصحابة والتابعين .
ويؤكد الكثير من المؤرخين ان قبر خديجة كان عليه صندوق
خشبي وكان مزاراً للمسلمين على مر العصور ، حتى ان الحاكم
محمد سليمان المصري ، امر ببناء قبة مزينة بالاحجار الكريمة
فوق القبر الشريف عام 750 للهجرة النبوية الشريفة ، وأمر
ان تسدل ستارة من ارقى الاقمشة على نفس القبر ، ومع تنامي
أعداد الزائرين لقبر السيدة الجليلة تم توكيل شخص يقوم بصيانة
مرقد السيدة خديجة وقبته ، ويهتم بنظافة محيطه وتم تخصيص
مرتب شهري له ، كما تم تجديد بناء محيط القبر والقبة التي تعلوه
عام 242هـ ، لكن الوهابية التكفيرية قامت بهدم هذا الصرح والاثر
الاسلامي المنيع عام 1342هـ ودمرت القبة والمقام ، كما فعلت
بباقي الاثار الاسلامية في مهبط الوحي والتنزيل .
يقول المستشرق الشهير السيد "سنوك هورخرونية" الذي اجرى
دراسات موثقة حول مكة واثارها الاسلامية :
( ان مقبرة السيدة خديجة زوجة الرسول الاكرم (ص) تقع
في منطقة المعلى بمكة المكرمة ، وكان لها قبة ومزاراً منيعاً ،
يقصده أهالي مكة في الحادي عشر من كل شهر ويقيمون فيه
مجالس عامرة ، يتحدث خلالها أحد السادة من سلالة الرسول
الاكرم (ص) ، ثم تتم قراءة الاشعار والتواشيح الدينية ، ثم
يقدم صاحب المجلس ، مبلغاً لإكرام ذلك القارئ ، كما يتم اطعام
الحاضرين المتواجدين في المرقد ، ويبقى الحاضرون في مقام
السيدة خديجة ويتبركون بهذه البقعة المباركة التي تضم جثمان
خليلة الرسول الاعظم(ص) ، وان القبر الذي كانت تعلوه كسوة
من أرقى الاقمشة كان محاطا بسياج حديدي ، ويستمر الحضور
في التواجد داخل وخارج المقام حتى وقت متأخر من اليوم والليلة .

جزاك الله خيرا و جعله في ميزان حسناتك
موضوع قيم و مفيد
لا تحرمنا من جديدك

» وفاة السيدة خديجة بشيربسبب الصرصور
» خديجة بنت خويلد
» السيدة سودة بنت زمعة
» قبر السيدة حواء
» السيدة طوعة