صبانة الماشطة

صبانة الماشطة
صبانة الماشطة Jj-1

امرأة صالحة كانت تعيش هي وزوجها في ظل فرعون ..
زوجها مقرب من فرعون ، وهي خادمة ومربية لبنات فرعون ..
فمن الله عليهما بالإيمان .. فعلم فرعون بإيمان زوجها فقتله
فلم تزل الزوجة تعمل في بيت فرعون تمشط بنات فرعون
وتنفق على أولادها الخمسة ، ويوماً وبينما هي تمشط ابنة فرعون ،
إذ وقع المشط من يدها
فقالت : بسم الله
فقالت ابنة فرعون : الله .. أبي ؟
فصاحت الماشطة: كلا بل الله ربي وربُّك وربُّ أبيك ..
فأخبرت البنت أباها بذلك ، فتعجب أن يوجد في قصره من
يعبد غيره .. فدعا بها .. وقال لها :
من ربك ؟ قالت : ربي وربك الله ..
فحبسها عذبها وأمرها بالرجوع عن دينها فلم ترجع عن دينها ..
فأمر فرعون بقدر من نحاس فملئت بالزيت المغلي
وأوقفها أمام القدر ، فلما رأت العذاب ..
أيقنت أنما هي نفس واحدة تخرج وتلقى الله تعالى ..
فعلم فرعون أن أحب الناس أولادها الخمسة الأيتام الذين تكدح
من أجل اطعامهم ، فأحضرهم وأمر بأكبرهم فدفعوه في الزيت المغلي ..
والغلام يصيح بأمه ويستغيث ، وأمه تنظر إليه ..
حتى ذاب لحمه وطفت عظامه فوق الزيت ..
نظر إليها فرعون وأمرها بالكفر بالله فأبت ذلك ..
فغضب فرعون وأمر بولدها الثاني وألقي في الزيت ..
والأم ثابتة على دينها موقنة بلقاء ربها ..
ثم أمر فرعون بالولد الثالث فغيب في الزيت ..
والأم ثابتة على دينها فأمر فرعون بالرابع الى الزيت ..
وما هي إلا لحظات حتى غرق في الزيت المغلي ..
فجاهدت نفسها أن تتجلد وتتماسك فالتفتوا إليها وتدافعوا عليها ..
وانتزعوا طفلها الخامس الرضيع من بين يديها وكان قد التقم ثديها ..
فلما انتزع منها صرخ الصغير وبكت المسكينة ..
فلما رأى الله تعالى ذلها وانكسارها وفجيعتها بولدها ،
أنطق الصبي في مهده وقال لها:
يا أماه اصبري فإنك على الحق
ثم انقطع صوته عنها .. وغيِّب في قدر الزيت
ثم أقبلوا إليها كالكلاب الضارية وحملوها ليقذفوها
في الزيت فالتفتت إلى فرعون وقالت : لي إليك حاجة .
فقال : ما حاجتك ؟
قالت : أن تجمع عظامي وعظام أولادي فتدفن في قبر واحد
ثم أغمضت عينيها وألقيت في القدر ..
ما أعظم ثباتها .. وأكثر ثوابها ..

احسنت النشر
الله يبارك بيك