علي بن أبي طالب (ع)
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وهي أول هاشمية تزوجت من هاشمي فولدت هاشميا ، أسلمت وهاجرت وتوفيت في المدينة. يقول الشيخ المفيد ( ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله تعالى سواه ، إكراما من الله تعالى له بذلك وإجلالا لمحله في التعظيم ) ، عاش ستة سنوات بين أحضان والديه ، ثم صارت تربيته من اختصاص المصطفى (ص) منذ السنة السادسة من عمره حيث انتقل للعيش في دار الرسول (ص) اثر الضائقة المالية التي ألمت بأبي طالب .
إيمانه: عندما أطلعه النبي (ص) على أمر دعوته ومنهج رسالته أعلن تصديقه وأيقن بالرسالة الخاتمة وبادر لتلقي توجيهاته المباركة تلقي تنفيذ وتجسيد ، جاء في كتاب ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى لمحب الدين الطبري قول الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ( كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من الصحابة ، إذ ضرب رسول الله (ص) منكب علي بن أبي طالب وقال : يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا ، وأنت أول المسلمين إسلاما ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ) .
عبادته: عبد الله مخلصا له الدين ليس خوفا من جهنم ولا طمعا في الجنة ، وإنما لأنه عرف الله حق معرفته فوجده أهلا للعبادة ، وعندما يسأل إن كان قد رأى ربه ؟ يجيب : ( ما كنت أعبد ربا لم أره ، ويلك لا تدركه العيون في مشاهدة الإبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان ) ، وكان كثير القيام في الليل ولا ينام إلا قليلا وعن ذلك يقول ( إن نمت الليل ضيعت نفسي ، وان نمت النهار ضيعت رعيتي ) ، ويقول حفيده علي بن الحسين (ع) الذي عرف بكثرة عبادته وطول سجوده حتى سمي زين العابدين وسيد الساجدين ( من يقوى على عبادة علي بن أبي طالب ) ، لقد تجسدت كل العبادة بعلي (ع) حتى أن الخليفة الثالث عثمان بن عفان يقول :
( سمعت رسول الله (ص) يقول : النظر إلى وجه علي عبادة ) .
زهده : لقد جانب حياة الرفاهية واتصف بخشونة العيش ، وبساطة الملبس ، والقناعة بالقليل ، وهو القائل ( إن اللبيب لا يتأثث في دار النقلة ، وأمامنا دار المقامة ، وقد نقلت إليها متاعنا ونحن منقلبون إليها عن قريب ) ، وهو يصف دار الدنيا بقوله من افتقر فيها حزن ، ومن استغنى فيها فتن ، في حلالها حساب وفي حرامها النار) .
فضائله : يقول الخليل بن احمد الفراهيدي فقد انتشرت فضائله وظهرت لأهل الشرق والغرب ، وأصبحت مدائحه على لسان محبيه ومبغضيه ) ، وقد ورد في كتاب المناقب للخوارزمي ( يقول عمر بن الخطاب : كانت لأصحاب محمد (ص) ثماني عشرة سابقة ، فخص منها علي بثلاث عشرة ، وشركنا في الخمس ) ، ويقول احمد ابن حنبل : ( إن عليا كان كثير الأعداء ، ففتش أعداؤه عن شيء يعيبونه به فلم يجدوا ، فجاءوا إلى رجل قد حاربه وقاتله ، فأطروه كيدا منهم له ) ، وقد قال الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك يوما لبنيه : ( يا بني عليكم بالدين فاني لم أرى الدين بنى شيئا فهدمته الدنيا ، ورأيت الدنيا قد بنت بنيانا هدمه الدين ، مازلت اسمع أصحابنا وأهلنا يسبون علي بن أبي طالب ويدفنون فضائله ، يحملون الناس على شنآنه ، فلا يزيده ذلك من القلوب إلا قربا ، ويجتهدون في تقريبهم من نفوس الخلق فلا يزيدهم ذلك إلا بعدا ).
تولى علي (ع) الخلافة بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان ، وشهدت فترة خلافته العديد من مراكز التوتر ، حيث خاض معركة الجمل في البصرة ، ومعركة صفين ضد جيش الشام الذي تزعمه معاوية بن أبي سفيان ، ومعركة النهروان ضد الخوارج ، وقد امتدت إليه يد الأثيم عبد الرحمن بن ملجم ألمرادي ، فضربه بسيفه المسموم وهو في سجوده لله رب العالمين عند صلاة الفجر في مسجد الكوفة صبيحة اليوم التاسع عشرة من شهر رمضان المبارك من العام الأربعين للهجرة ، وعندما أصيب نادى ( فزت ورب الكعبة ) ، وقد صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها قبيل الفجر من ليلة الجمعة الحادية والعشرون من شهر رمضان سنة أربعين للهجرة .
أمس في 17:04
