حادثة نجيب باشا

حادثة نجيب باشا

كان السبب المباشر لهذه الواقعة هو عصيان أهالي المدينة
وامتناعهم عن دفع الضرائب المجحفة التي فرضت عليهم
من قبل الدولة العثمانية ، والحالة المزرية جرّاء الإهمال
وسوء إدارة الولاة العثمانيين لها وكل هذه الإحداث تزامنت
مع تنصيب الوالي محمد نجيب باشا الذي نقل من ولاية الشام
إلى ولاية بغداد وكُلِّف بالقضاء على حركة اليرمازية وحركات
المقاومة في مدينة كربلاء المقدسة ، فمدينة كربلاء المقدسة
كانت ترفع راية المقاومة ضد الاحتلال العثماني فأراد إخضاع
المدينة بأيّ شكل من الأشكال حتى لو أدّى به الامر إلى ارتكاب
مجزرة ، فعقد مباحثات مع القنصلين الفرنسي والبريطاني والوكيل
الفارسي واخطرهم مقدماً بمشروع حملته لما كان يتوقعه من نشوب
أزمة سياسية بين الدولتين الفارسية والعثمانية ثم حشد قوات المرابطة
في المسيب اضافة الى قوات جلبت من بغداد . وبعد ان أتم اجراءاته
الدبلوماسية والعسكرية اصدر أوامره بمهاجمة المدينة بكتيبة فرسان
وعشرين مدفعاً وثلاث كتائب من المشاة وقد حاول أهالي المدينة اقناع
قائد القوة سعد الله باشا بالمفاوضة ، لكن القائد أصر على استخدام القوة ،
وقامت المدفعية بقصف أسوار المدينة ، فزادت جذوة المقاومة الشعبية
وهب رجال الدين يصلحون الاسوار ويثيرون حماس المدافعين ولكنهم لم
يستطيعوا الصمود أمام جيش منظم ودخلت القوات المدينة في
(13 كانون الثاني 1843) وفقد الضباط سيطرتهم على الجند ووقعت
حوادث نهب وقتل عديدة ، ثم هدأت الامور بعد دخول نجيب باشا المدينة
وبدأ بتنظيم الادارة ، وتعيين حاكم للمدينة وقاض وخطيب ليدعو للسلطان
في صلاة الجمعة . وقد ارتفعت المشكلة الى مصاف الازمات الدولية ،
وأرسل السفير البريطاني في الاستانة معتمداً من قبله الى كربلاء هو
الكوزلونيل Fairen كما طلب المبعوث الروسي في الاستانة المستر بوتنييف
ان يقوم فارن بتمثيل الجانب الروسي ايضاً ، وارسل السلطان العثماني مندوبا
الى كربلاء وهو نامق باشا . وقد جاء في تقرير فارن ان القتلى لا يزيدون
على خمسة آلاف قتيل منهم ثلاثة آلاف داخل المدينة معظمهم من العرب ،
أما الفرس فقد فروا من المدينة قبل اقتحام القوات العثمانية لها ، وقتل ثلاثة
من الهنود وواحد من الروس ، وفقد حوالي (20 ـ 30) من البنجابيين ومن
أهل كشمير . أما المبعوث العثماني فقدرالقتلى في المدينة بحوالي (250)
قتيلاً بينما خسر العثمانيون (400) قتيل و(200) جريح .
وقد وصف عالم الآثار البريطاني وليم كنت لوفتس الذي زار كربلاء
عام 1853 . أي بعد عشر سنوات من الحادثة آثار التدمير الذي أصاب
المدينة بقوله : «فقد تهدمت الدور للسراي ولم يعد تشييدها فبقيت دلائل
للخراب والتدمير وتعرضت المساجد الى الخراب والتدمير بصورة خطيرة
فظلت آثار القنابل والشظايا واضحة للعيان في قبابها ، وجدران البلدة التي
لم تسد الفجوات والثقوب الحاصلة فيها ولم يسلم النخيل في البساتين من آثار
القصف كذلك ، فبقي عدد كبير منه تبدو الثقوب في جذوعه بارزة للمشاهدين ،
بينما احترق عدد آخر منه هنا وهناك وتجرد من سعفه» .
المصدر : كربلاء في الذاكرة لسلمان هادي الطعمة

جزاكِم الله كل خير عالأنتقاء الرائع
دمتم بهذا التألق الدائم

_________________________________
حادثة نجيب باشا Oqf3ba11

ألف شكر لكَ على هذا الموضوع المميز

و الطرح القيم
مـنتظرين ابداعتــــــك
دمتـ ودام تألقـك
تحياتــي

الله يعطيك الف عافيه
طرح جميل بارك الله فيك وشكرا لك
ودي

كنت هنا /ابو المجد

_________________________________

http://www.ahladalil.net/t32650-topic

» حادثة المناخور
» محمد نجيب.........
» من هو نجيب الزامل
» خليل باشا
» فتاح باشا