كن مع الحق وأهله

بسم الله الرحمن الرحيم

* كن مع الحق وأهله *


قال الشيخ عبدالرزّاق البدر حفظه الله :

من أسماء الله تعالى

( الحقُّ ، المُبين )

أمّا اسمه تبارك و تعالى : ( الحقّ ) فقد ورد في القرآن الكريم في عشرة مواضع ، منها قوله تعالى :

( فَذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ ٱلْحَق إِلاَّ ٱلضَّلاَلُ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ )

و قال تعالى :

( فَتَعَالَى ٱللَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ ) .

و أمّا اسمه : ( المُبين ) فقد وَرَد في موضع واحد مقرونا بالحق ، قال تعالى :

( يَوْمَئِذٍ يُوَفيهِمُ ٱللَّهُ دِينَهُمُ ٱلْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ ٱلْمُبِينُ ) .

و معناه : هو البيِّن أمرُه في الوحدانية ، و أنه لا شريك له .
و معنى ( الحق ) أي : الذي لا شك فيه و لا ريب ، لا في ذاته ، و لا في أسمائه و صفاته ، و لا في ألوهيته ، فهو المعبود بحق و لا معبود بحق سواه ، فهو تبارك و تعالى حقّ ، و أسماؤه و صفاته حقّ ، و أفعاله و أقواله حقّ ، و دينه و شرعه حقّ ، و أخباره كلها حقّ ّ ، ووعد حقّ ّ ، و لقاؤه حقّ .

و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم يستفتح صلاته من الليل بالإقرار بهذه المعاني ، كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال :
( كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا قام الليل يتهجّد قال : اللهم لك الحمد أنت قيَّم السموات و الأرض و مَن فيهنَّ ، و لك الحمد لك ملك السموات و الأرض و مَن فيهنَّ ، و لك الحمد أنت نور السموات و الأرض ، و لك الحمد أنت ملك السموات و الأرض ، و لك الحمد أنت الحق ، ووعدك الحق ، و لقاؤك حقٌّ ، و قولك حقٌّ ، و الجنة حق ، و النار حق ، و النبيُّون حق ، و محمد صلى الله عليه و سلم حق ، و الساعة حقٌّ ، اللهم لك أسلمت ، و بك آمنت ، و عليك توكلت ، و إليك أنبت ، و بك خاصمت ، و إليك حاكمت ، فاغفرلي ما قدمت و ما أخرت ، و ما أسررت و ما أعلنت ، أنت المقدم و أنت المؤخر لا إله إلا أنت )
متفق عليه .

و قد نوَّع تبارك و تعالى في كتابه الدلائل و البراهين و الحجج و البيَّنات على أنه الإله الحق لا شريك له ، و أنَّ ألوهيَّة من سواه باطل و ضلال ، و زيغ و انحلال

( ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ ٱلْبَاطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْكَبِيرُ) .

( من كتاب مختصر فقه الأسماء الحسنى ص٤٨ للشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله )

( انتهى )

من أسماء الله الحق فالله يحب الحق وأهله ويبغض الباطل وأهله

فينبغي للعبد أن يلتزم الحقَّ في أموره كلّها، فلا يقول إلاّ الحق، ولا يفعل إلاّ الحقّ، ولا يصاحب إلاّ أهل الحقّ، وينبغي أن لا يستحي في بيان الحقّ، تعبُّدًا للربِّ الحق.