الدين النصيحة

** عن تميم بن أوس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم " رواه البخاري ومسلم .

وأصل النصيحة : من الإخلاص ، كما يقال : " نصح العسل " أي : خلصه من شوائبه ، ومواطن النصيحة ومعناها والإخلاص فيها يكون :

* بالإخلاص لله تبارك وتعالى في الأعمال كلها ، وذكره وشكره وحسن عبادته والتوكل عليه والإنابة إليه .

* بالإخلاص لكتابه وذلك بحسن تلاوته ، تدبرآياته الكريمة ، والعمل به ، وتعليمه للناس .

* بالإخلاص لرسول الله صلى اله عليه وسلم وذلك بتصديقه ومحبته وطاعته فيما أمر به ، واتباع هديه وسنته والتأسي به .

* بالإخلاص لأئمة المسلمين وهم العلماء والأمراء ، فأما النصح للعلماء : فيكون بتلقّي العلم عنهم ، والجلوس إليهم ، ونشر مناقبهم ، وتكريمهم وإجلالهم والامتثال لنهجهم القويم ، فهم ورثة الأنبياء . وأما النصيحة للأمراء من ولاة الأمر فتكون بإعانتهم على القيام بما حمّلوا من أعباء الولاية وشد أزرهم على الحق ، وطاعتهم في المعروف .

* بالإخلاص لعامة الناس ، وذلك بنصرتهم ، وبهديهم إلى الحق وإعانتهم عليه والسعى لتحقيق وحدة المسلمين وأمنهم وسلامتهم وازدهارهم .

** إن ما وصلت إليه الأمة الإسلامية من تفكك وضعف وهوان سببه بعدها عن الله وعن الدين الحق ، واعلموا أنها لن تصلح إلا بما صلح به أولها من السلف الصالح رضوان الله عليهم الذين ساروا على محجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس على بريق المدنية الزائفة واستلابها المقيت الذي نال من هوية المسلمين وكسر شوكتهم وعزهم.

قال الله تعالى: " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" (55) النور