يوم الحساب

يوم الحساب

سكون يُخيّم على كل شيء

صمت رهيب و هدوء عجيب
انتهى الزمان و فات الأوان

صيحة عالية رهيبة تشق الصمت

يدوي صوتها في الفضاء فتوقظ الموتى

تبعثر القبور

تنشق الأرض

يخرج منها البشر
حفاة عراة
عليهم غبار قبورهم
كلهم يسرعون يلبون النداء فاليوم هو يوم القيامة
ينظر الناس حولهم في ذهول

هل هذه الأرض التي عشنا عليها ؟
الجبال دكت

الأنهار جفت

البحار اشتعلت

الأرض غير الأرض

السماء غير السماء

لا مفر من تلبية النداء

وقعت الواقعة

الكل يصمت
الكل مشغول بنفسه
لا يفكر إلا في مصيبته
الآن اكتمل العدد من الإنس و الجن و الشياطين و الوحوش
الكل واقفون في ارض واحدة
فـــجـأة
تتعلق العيون بالسماء
إنها
إنها تنشق
في صوت رهيب يزيد الرعب رعبا و الفزع فزعا

ينزل من السماء ملائكة أشكالهم رهيبة
يقفون صفا واحدا في خشوع و ذل
يفزع الناس
ترتجف الملائكة (ع)
سبحان ربنا
يتوالى نزول الملائكة حتى ينزل حملة العرش ينطلق منهم صوت التسبيح عاليا
في صمت الخلائق

ثم يقول سبحانه و تعالى:
(يا معشر الجن و الإنس إني قد أنصت إليكم منذ أن خلقتكم إلى يومكم هذا أسمع قولكم و أبصر أعمالكم
فأنصتوا إلي
فإنما هي أعمالكم و صحفكم تقرأ عليكم
فمن وجد خيرا فليحمد الله و من وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)
الناس أبصارهم زائغة
و الشمس تدنو من الرؤوس
لا يفصل بينهم و بينها إلا ميل واحد

و لكنها في هذا اليوم حرّها مضاعف
أنا و أنت واقفون معهم نبــــــــــــــكي دموعنا تنهمر من الفزع و الخوف
الكل ينتظر
و يطول الانتظار
خمســــــــــــون ألف سنة
تقف لا تدري إلى أين تمضي إلى الجنة أو النار

خمسون ألف سنة ولا شربة ماء
تلتهب الأفواه و الأمعاء
الكل ينتظر

البعض يطلب الرحمة و لو بالذهاب إلى النار من هول الموقف
و طول الانتظار
لهذه الدرجة نعم
ماذا أفعل
لا إلــه إلا الله وحــده لا شريك لــه
هل من ملجأ يومئذ من كل هذا ؟
نعم فهناك أصحاب الامتيازات الخاصة
الذين يظلهم الله تعالى تحت عرشه
ومنهم رجل قلبه معلق بالمساجد

و منهم من ذكر الله تعالى خاليا ففاضت عيناه
هل أنت من هؤلاء ؟
الأمل الأخير

ما حال بقية الناس ؟
يجثوون على ركبهم خائفين

أليس هذا هو آدم أبو البشر (ع) ؟ أليس هذا من أسجد الله تعالى له الملائكة ؟
الكل يجري إليه
اشفع لنا عند الله تعالى اسأله أن يصرفنا من هذا الموقف
فيقول : إن ربى قد غضب اليوم غضباً لم يغضب مثله من قبل
نفسي نفسي
يجروون إلى موسى (ع) فيقول
نفسي نفسي
يجرون إلى عيسى(ع) يقول
نفسي نفسي
و أنت معهم تهتف
نفســــــــــــــي نفــــــــــــسي
فإذا بهم يرون محمــّــــــــــــــــــــــــــد صلى الله عليه وآله وسلم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
فيسرعون إليه
فينطلق إلى ربه و يستأذن عليه فيؤذن له
و يقال سل تعط و اشفع تشفع
و الناس كلهم يرتقبون
فإذا بنور باهر انه نور عرش الرحمن
و أشرقت الأرض بنور ربها

سيبدأ
ا
ا
الحساب

ينادى
فلان بن فلان
انه اسمك أنت
تفزع من مكانك
يأتي
الملائكة يمسكون بك من كتفيك
يمشون بك في وسط الخلائق الراكعة على أرجلها
وكلهم ينظرون إليك
صوت جهنم يزأر في أذنك

و أيدي الملائكة على كتفك
لتقف أمام الله تعالى للسؤال

و يبدأ مشهد جديد

هذا المشهد سأدعه لك يا أخي
فكل واحد منا يعرف ماذا عمل في حياته
هل أطعت الله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟

وعلي عليه السلام وأبنائه الأطهار ؟

هل نصرت أهل بيته الطيبين المظلومين ؟

هل عملت بقول نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ((إني تارك فيكم شيئين كتاب الله تعالى وعترتيّ أهل بيتي))؟

هل أديت الصلاة في وقتها ؟

هل صمت رمضان إيمانا واحتسابا ؟

هل تجنبت النفاق أمام الناس بحثا عن الشهرة ؟

هل أديت فريضة الحج ؟


هل أديت الزكاة ؟



هل بررت أمك وأباك ؟

هل كنت صادقا مع نفسك ومع الناس أم كنت تكذب وتكذب ؟

هل كنت حسن الخلق أم عديمها ؟

وهل وهل وهل وهل ؟؟؟؟؟

هناك الحساب

أما الآن
فاعمل يا أخي لذلك اليوم
ولا تدخر جهداَ
واعمل عملاَ يدخلك الجنة
وتبيض وجهك أمام الله تعالى يوم تلاقيه ليحاسبك
وإلا فإن جهنم هي المأوى
واعلم أن الله تعالى كما أنه غفور رحيم هو أيضا شديد العقاب
ونسأل الله أن يثبتنا على ولاية وحب أمير المؤمنين ع وان يختم لنا على ذلك
(( ((اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار))
اللهم اجعلني وأهلي كما تحب وترضى
وصلي اللهم على محمد واله الطاهرين
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم

جزاك الله خيرا وجعله بميزان حسناتك