المعلم والبرلمان
منذ أن ابتدأت حياتي الوظيفية معلما ، وأنا أعرف كيف أوزع راتبي الشهري كي يبلغ بي نهاية الشهر ، مستعملا في ذلك كل العمليات الحسابية التي أورثني إياها شيخنا الخوارزمي رحمه الله .
وبينما كنت يوما مشغولا بتصحيح اختبارات الامتحان الشهري ، جاءني أحد طلابي ليخاطبني قائلا : يا أستاذ لا داعي لأن تجهد نفسك كثيرا في التصحيح والتدقيق مستعينا على كل ذلك بنظاراتك الطبية ، يكفي فقط أن تمر على إجابات الطلاب سريعا ، ثم تضع لهم درجات نجاح متقاربة ، والله يحب المحسنين ، فإن بذلك لكل هذا الجهد يسبب لك كثيرا من العناء ، إضافة إلى أنه لا يتناسب أصلا مع مردودك المالي الذي تتقاضاه شهريا .
قلت : وهل من الجائز أن يضع الطالب تقييما لنفسه ، ومن أين جئت بالصلاحية التي خولتك تشريع قوانين وأنظمة لتخدم بها مصالحك الشخصية ؟
قال : وكيف جاز لأعضاء البرلمان الذين اختارهم الشعب ، أن ينحوا هموم الناس جانبا ، ويتفرغوا لتشريع قوانين ولوائح تخدم مصالحهم الشخصية ، دون الالتفات الى معاناة واحتياجات عموم المجتمع ، فلماذا نحن محرومون من نعمة (هب لنفسك ما تريد) .
انتبهنا على رنين جرس المدرسة وهو يعلن انتهاء الدوام ، فنهضت متثاقلا أروم المغادرة ، وقد امتلأت أحلاما وطموحا في أن أعد العدة لأرشح نفسي في الانتخابات المقبلة .
_________________________________
سبحانـك اللهـم وبحمـدك
ظلمـت نفسـي فاغفـر لـي
أمس في 22:44
