مقام شير فضة
يقع على بعد 300 متر تقريبا عن حرم الامام الحسين (عليه السلام)
بمنطقة ما بين الحرمين يسمى بأسم المقام وشير باللغة الفارسية
تطلق على الاسد وشير فضة أي اسد فضة وهو يرمز لحادثة الاسد
ومجيئه لحفظ جسد الحسين (عليه السلام) من ان ترضه الخيول في
واقعة الطف .
والمقام عبارة عن غرفة صغيرة في احد اركانها يقع شباك يمثل مقام
وقوف السيدة فضة خادمة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وهذا
الركن تعلوه قبة صغيرة ومفتوح على الخارج بشباك معدني بينما تزين
الجدار الخارجي لوحة مرسومة على الجدار تمثل الحادثة المذكورة اعلاه .
اختلف المؤرخون في اصل السيدة فضة :
فقيل ان اسمها ميمونة وان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) سماها فضة
واصلها من الهند وإنها بنت احد الملوك ومن سبايا الحروب و الفتوح الاسلامية
وقيل انها بنت أحد ملوك الحبشة ، كما قيل بأن مهاجري المسلمين للحبشة
يتقدمهم جعفر الطيار نزلوا عند النجاشي وعندما ارادوا العودة ارسل النجاشي
هدايا الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن ضمنها هذه المرأة الفاضلة
بعد ان رأى فيها من حسن السيرة والخلق والعلم مايليق بان تكون خادمة عند
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وانها كانت من الغنائم التي حصل عليها
النجاشي من حروبه مع الهند فبقيت في بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
الى ان تزوجت الزهراء (عليها السلام) فأرسلها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
لتقوم بخدمتها .
السيدة فضة لديها خبرة في الإكسير ( علم الكيمياء)
وقد نهلت من آداب اهل البيت و اخلاقهم و علومهم
بحكم ملازمتها لسيدتها الزهراء عليها السلام مما
غرس في نفسها معاني الكمال و الفضيلة فكانت
على درجة من الايمان و التقوى و الزهد و الىلاغة
وكانت من النساء العاقلات الصادقات وقد اشتهرت
بالفضيلة والحلم والصبر وتحملها للبلايا والرزايا.
يروى بأنها قد تعلمت من أمير المؤمنين عليه السلام
عدداً من الأدعية ومنها كلام له عليه السلام بعد أن
يتكلم به يأتيه أسدٌ عظيم مطأطيء رأسه إلى الأرض
مؤتمر بأمر الإمام عليه السلام فتكلمت فضة بعد منتصف
ليلة الحادي عشر من محرم بهذا الكلام فحضر الأسد
وأخبرته بأن هذه الجثث لأبناء أمير المؤمنين عليه السلام
ومحبيهم وأنصارهم وطلبت منه أن يحرسها
وبقي الأسد في أرض المعركة حتى ورود الإمام السجاد
عليه السلام يوم الثالث عشر من محرم لدفن الأجساد الشريفة.
يروى عن ورقة بن عبد الله الأزدي قال: خرجتُ حاجّاً إلى بيت الله الحرام،
راجياً لثواب الله ربِّ العالمين ، فبينما أنا أطوف وإذا أنا بجارية سمراء مليحة
الوجه، عذبة الكلام، وهي تنادي بفصاحة منطقها وتقول: ربَّ البيت الحرام ،
والحفظة الكرام ، وزمزم والمقام ، والمشاعر العِظام ، وربَّ محمد (صلى الله عليه وآله)
خير الأنام ، البررة الكرام ، أن تحشرني مع ساداتي الطاهرين،
وأبنائِهم الغرِّ المحجلين الميامين.
ثم قالت: ألا فاشهدوا يا جماعة الحُجَّاج والمعتمرين، أنَّ مواليَّ خيرة الأخيار،
وصفوة الأبرار، الذين عَلا قدرهم على الأقدار، وارتفع ذكرهم في سائر الأمصار،
المرتدين بالفخار .
قال ورقة: فقلتُ: يا جارية، إنِّي لأظنَّك من موالي أهل البيت (عليهم السلام) ؟
فقالت: أجل .
فقلت لها : ومَن أنتِ من مواليهم ؟
قالت: أنا فِضَّة ، أَمَةُ فاطمة الزهراء (عليها السلام) بنت محمد المصطفى
(صلى الله عليه وآله).
أمس في 21:10
