(سورة العصر مكية وهي ثلاث آيات)
تلخص السورة جميع المعارف القرآنية وتجمع شتات مقاصد القرآن
في أوجز بيان ، وهي تحتمل المكية والمدنية لكنها أشبه بالمكية .
قوله تعالى: " والعصر " قسمٌ بالعصر والأنسب لما تتضمنه الآيتان
التاليتان من شمول الخسران للعالم الانساني إلا لمن اتبع الحق وصبر
عليه من المؤمنين الصالحين عملاً ،
أن يكون المراد بالعصر عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو
عصرطلوع الاسلام على المجتمع البشري وظهور الحق على الباطل.
وقيل: المراد به وقت العصر وهو الطرف الأخير من النهار لما فيه
من الدلالة على التدبير الربوبي بإدبار النهار وإقبال الليل وذهاب
سلطان الشمس ،
وقيل: صلاة العصر وهي الصلاة الوسطى التي هي أفضل فرائض اليوم ،
وقيل الليل والنهار ويطلق عليهما العصران ،
وقيل الدهر لما فيه من عجائب الحوادث الدالة على القدرة الربوبية .
وقد ورد في بعض الروايات أنه عصر ظهورالامام المهدي عليه السلام
لما فيه من تمام ظهور الحق على الباطل .
قوله تعالى: " إن الانسان لفي خسر " المراد بالانسان جنسه ، والخسر
والخسران والخسار والخسارة نقص رأس المال
وينسب ذلك إلى الانسان فيقال:خسر فلان وللفعل فيقال: خسرت تجارته .
والتنكير في (خسر) للتعظيم ويحتمل التنويع أي في نوع من الخسر غير
الخسارات المالية والجاهية قال تعالى:
(الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين)
الزمر:15
قوله تعالى:(إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) استثناء من جنس الانسان
الواقع في الخسر، والمستثنون هم الافراد المتلبسون بالايمان والأعمال
الصالحة فهم آمنون من الخسر.
الخميس 14 نوفمبر 2024, 11:23
