كُمَيْل بن زياد النُّخعي الكوفي
ولد باليمن سنة سبع قبل الهجرة . أسلم صغيراً وأدرك النبي صلى الله عليه واله وسلم ، ارتحل مع قبيلته إلى الكوفة في بدء انتشار الإسلام ،
كان من سادات قومه ، وكان أحد أعضاء الوفد القادم من الكوفة للاحتجاج على تصرفات والي الكوفة عند عثمان .
ومن الذين نفاهم والي الكوفة سعيد بن العاص إلى الشام بأمر عثمان ، ومن الشام أعيدوا إلى الكوفة ومنها نفوا إلى حمص ،
ثم عادوا إلى الكوفة ، بعد خروج واليها منها ، ودخل كميل بن زياد ومن معه بقيادة مالك الأشتر إلى قصر الإمارة فور عودتهم ،
وأخرجوا ثابت بن قيس خليفة الوالي عليه ، ومنعوا سعيد بن العاص والي الكوفة من العودة إليها.
بايع علي بن أبي طالب عليه السلام بعد مقتل عثمان ، ولازمه وأخذ العلم منه ، واختصه بدعاء من أعظم الأدعية وأسماها ،
وهو الدعاء المعروف اليوم بـ(دعاء كميل)، لهذا قال عنه علماء الرجال ، إنه حامل سر علي عليه السلام واشترك في معركة صفين .
وقد نصّبه علي عليه السلام عاملاً على بيت المال مدة من الزمن ، وعينه والياً على (هيت) ، وبايع الحسن بعد مقتل علي عليه السلام .
بعد تولي الحجاج ولاية العراق من قبل مروان بن الحكم , صار يلاحق أصحابَ علي ، ويهدر دماءهم ، وطلب كميل بن زياد سعياً لقتله ،
فأختفى كميل فترة من الزمن ، إلا أن الحجاج قطع العطاء عن قبيلة كميل وكانت بأمس الحاجة إليه ، مما اضطر كميلاً لتسليم نفسه
وقال: «أنا شيخ كبير قد نفد عمري ، لاينبغي أن أحرم قومي عطيّاتهم ،
فخرج فلمّا رآه الحجاج قال له: لقد كنت أحبّ أن أجد عليك سبيلاً. فقال له كميل: لا تصرف عليّ أنيابك ولا تهدم عليّ ،
فوالله ما بقي من عمري إلّا مثل كواسل الغبار، فاقض ما أنت قاض ، فإنّ الموعد الله وبعد القتل الحساب ،
ولقد خبّرني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنّك قاتلي ، فقال له الحجّاج: الحجّة عليك إذن ،
فقال كميل: ذاك إن كان القضاء إليك ، قال: بلى قد كنتَ فيمن قتل عثمان بن عفّان ، اضربوا عنقه ،
فضُربت عنقه ودفن في ظهر الكوفة في منطقة تدعى الثوية في منطقة الحنانة ، وكان ذلك في عام 82 هـ .
اليوم في 15:20
