العلاقات الاجتماعية
 
الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي وبحاجة إلى الشعور بالحب والانتماء والتقدير ممن حوله، فالشخص الوحيد يعاني دائماً من القلق والملل والوحدة والعصبية وعدم تقدير الذات؛ لأن العلاقات الاجتماعية توفر للإنسان الشعور بالسعادة والاطمئنان والأمان والراحة النفسية، وبالتالي تنتج شخصية سوية متزنة نفسياً وصحياً.


تنوع العلاقات الاجتماعية يعد، وفق الخبيرة النفسية راندة حسين، بحسب ما أوردت صحيفة "اليوم السابع"، من عوامل النجاح في الحياة الزوجية، لأنها لن تخنق الزوج أو الزوجة، وستمكن كلاً منهما من اكتشاف جوانب جديدة في ذاته وشخصيته من خلال أصدقائه، وفي العصر الحالي أصبح هناك الكثير من المتغيرات، فلا زواج مضمونا العمر كله، ولا عمل يدوم للنهاية، لذا أصبح من الضروري أن ينسج الإنسان شبكة من العلاقات الاجتماعية تحميه من السقوط في بئر الوحدة، وكما نستثمر المال ليحمينا من تقلبات الزمن، كذلك علينا أن نستثمر الوقت في إقامة علاقات اجتماعية ناجحة.
تقول حسن: "التواصل الاجتماعي أصبح ضرورة ملحة، وحاجتنا إلى تكوين علاقات اجتماعية أصبح أقوى من قبل، لكن علينا أن نتمتع بالوعي والحذر واتساع الأفق، فطبيعة الإنسان أنه لديه رغبة في الاستقلال بذاته والشعور بحريته، ورغم ذلك لا يستطيع أحد أن يعيش بمنأى عن الآخرين،

ولكي نُقيم علاقات ناجحة نحتاج لبعض المهارات الاجتماعية التي تساعدنا على اكتساب الأصدقاء والحفاظ عليهم؛ كالدعم المعنوي والمجاملة والتعبير عن الحب، والالتزام بشروط الصداقة، إلى جانب الثقة والاهتمامات المشتركة والتكييف والتنازل بحدود". وتتابع: "إن تعدد العلاقات الاجتماعية يرضي احتياجات الإنسان؛ فاكتشافه لأنماط مختلفة من الناس يمكنه من التعامل مع أنماط مختلفة من الشخصيات،

 لذلك يجب ألا تنحصر في علاقات من نوع واحد، بل كلما كانت العلاقات متنوعة كانت أفضل، فيكون في حياتنا مكان للأصدقاء، زملاء العمل، الجيران، زملاء الدراسة، العائلة، إلى جانب المشاركة فى خدمات اجتماعية؛ كالانتماء لجمعيات خيرية أو دور للمسنين أو ملاجئ الأيتام، بهذا التعدد في العلاقات الاجتماعية نكتسب نوعاً من الاستقلالية بعيداً عن إطار العائلة والعمل".
وتنوه الى أنه السؤال الذي يطرح نفسه: كيف أحصل على حريتي واستقلالي وأنا مطالب بنوع من الالتزام تجاه العلاقات الاجتماعية إلى جانب أنه كلما كثرت العلاقات قل الالتزام؟ الإجابة بسيطة، وهي أننا كي نشعر بالاستقلالية والحرية الشخصية، وبالتالي السعادة من خلال وجود علاقات اجتماعية تربطنا بالآخرين، علينا أن نكون متوازنين ونضع حدوداً خاصة بنا لا يتجاوزها الآخرون، ونعمل جاهدين للحفاظ على عدم تخطيها، وفي الوقت نفسه نعبر عن أهدافنا ورغباتنا وما يزعجنا وضرورة تنظيم العلاقة بيننا وبين الآخرين حيث لا يكون هناك فرض لنوع من السيطرة من أحد الأطراف بل يكون هناك ثقة والتزام.
يقول أحد علماء النفس، إن نجاح أي علاقة يعتمد على أساس التوافق بين أهدافنا وأهداف الطرف الآخر والاستعداد لبذل جهد لمساعدة الطرف الآخر لتحقيق أهدافه.