منتديات حميد العامري
حديث الروح  1318058955801
منتديات حميد العامري
حديث الروح  1318058955801
منتديات حميد العامري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول

>

 

 حديث الروح

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المثابر
عضو فعال
عضو فعال
المثابر


مصر
ذكر
التسجيل : 24/12/2017
عدد المساهمات : 10

حديث الروح  Empty
مُساهمةموضوع: حديث الروح    حديث الروح  Emptyالأحد 24 ديسمبر 2017, 19:33

قصة | حديث آلروح ..!

- ارجوانية ، أجل ان لونها ارجواني بحت ..
- لا أعتقد
- بلا ، اتذكرها جيداً لا تزرعي الخطأ في ذهني ارجوكِ ..

نفضت فاطمة رأسها من تساؤلات عديدة رهينة التفكير ..

فاطمة : حوراء أيمكنني ذلك ؟
بتسائل : ماذا ؟
فاطمة تتراجع : لا شيء ، أنسي ذلك


#فاطمة مسحت دمعة خانت الجفون لتسقط متسللة بحرارة تلامس نعومة وجنتها ..
#حوراء بعدم اكتراث تعود لوضعها داعية سئمها من حالتها الغامضة ..

..................

الشقيقتان على أتم الأستعداد ..
كُلن مِنهم أخذ موقعه في سيارة وائل أخيهم الأكبر قاصدين الجامعة ..

الصمت يحتل مواقف فاطمة على الدوام ، و لا شيء سوا الصمت بعيني لامعتين ..

بينما الأخرى لا تكترث لها أبداً ، ضحكاتها المتعالية و الابتسامة الدائمة و انتهاز فرص التسالي من اختصاصها ..

...................

هاقد وصلوا ..!

#فاطمة دقاتها غير منتظمة ، ثمة آهات و زفرآت حبيسة لصدرها المخنوق ..
#حوراء تحدق في توتر شقيقتها ، راسمة علامات التساؤل في ذهنها ..

اقتربت : فاطمة ما بكِ ؟
بيدين مرتجفتين تجيب : خائفة !
حوراء : مِن ماذا ؟
فاطمة : كل شيء 

#حوراء تشدها من يدها بلا مبالاة ، تدعي الجنون في نفسها الغامِضة ..
#فاطمة تنجر خلف خطواتها فاقدة لـ سيطرة الحدث ..

••| احدى محاظرات فاطمة ..

تمسك قلمها بيدي مرتجفتين ، محاولة السيطرة على تقاسيمها المتوترة ..

- لِما الهلع ؟
- من المستقبل 
- و ماذا بعد ؟
- لا أعلم ! هل أموت ! أنتحر ! أهرب !
- اقتراحاتك غير صائبة يا آنسة 
- آنسة ؟!! أضحكتيني ، تحدثي بشيء من المواقع
- أخبريهم بما حدث 
- لن استفيد ، لا أحد سيقف بجانب همومي ، و بالمقابل سـ يلومني الجميع حين ذاك ، و فوق الجرح سـ ينبت ألف جرح ..

رفعت رأسها لتزيح من ذهنا ذلك الحديث ، و نفضت من رأسها أفكار مقترحة من الروح الذي تلهِمها بشيء ..

.....................

••| على سريرها المخملي ..

مع دموع ممتزجة بأنسجة الوسادة تتمتم فاطمة حاكية قصة ألم ..
إختباء الآهات في صدرها يدفعها للوحدة ..
و حديثها الدائم مع شخصها يثير الحيرة في نفسها ..
.....................

••| مرت الشهور و انطوت الأيام ..

و لم يتغير الحال بها ..
هي كما هي ، مضطربة ، قلقلة ، هلعة و كاتمة للزفرات ..
تدفن الماضي و المستقبل معاً ..
تشعر بأنها ماتت روحاً و جسدها لازال ..

في ذلك اليوم ..
و لأول مرة يتقدم لخطبتها شاب ..
ضن الجميع بقبولها ، ولكن ما حدث لها في السابق كفيل بأن يكون جوابهل عكس التوقعات ..

فاطمة : لا أريد
حوراء : و لماذا ؟
فاطمة : لا أريد ان ارتبط ، يكفيني العيش تحت أمرة والدي ، لا رجل غريب يتحكم في تصرفاتي
حوراء : كفي عن الهراء فالقطار و إن فات لن يعود 
فاطمة : تزوجيه أنتِ 
حوراء بسرحان : آآه ليتهُ يأتي لي سأوافق دون تأني و لكني أصغركِ سنناً 
تشيح بوجهها : أنا اتنازل عنه تركته لك خذيه

علِم الجميع برفضها و ثاروا غاضبين ..
أعطيناهم كلمة ، لا يمكننا التراجع ، سنقع بموقف محرج معهم ، و الكثير من الكلمات التي تلقتها فاطمة و لكنها كانت جميعها كلمات متعرية من الأهتمام ..
فهم لم يكلفوا على نفسهم بأن يسألوها ما بك ؟ ..

كثيرٌ من الضغوطات تحملتها وعلى ذلك رضخت لأوامرهم ، لكن الأمر الذي أولد الحيرة في نفوس افراد عائلتها ..
سبعة مقابلات شرعية قبل الزواج و من يدخل معها يخرج و لا يعود ..
تولدت الشكوك لديهم و على هذا النحو ضنوا بأنها هي قاصدة ذلك بفعل من أفعالها ..
متجاهلين بأن غيابهم بعد النظرة الشرعية سببها كلمة واحدة ..

بعد ذلك ، قّل الخاطبين و أصبحت بنظر الجميع فتاة منبوذة ..
لم تعير هذا الشعور أهتمام لأنها تراه بالفعل هو حقيقتها ..

مرت الأيام و إذ بحوراء تُزف بفستاها الأبيض ..
فرحت لها و في نفسها ثغرة ..
لم تكن غيرة أو حسد بل كانت ألم ..

- ليتني كـ حوراء ، فتاة كـ حال باقي الفتيات !
- أنت حزينة لزواجها ؟
- ليس لزواجها ، بل لِما أنا فيه !
- الصبر جميل ، تصبري
- نفذ رصيدي من الصبر 
- جرعات زائدة فقط
- ليست لدي المناعة الكافية لتناول هذه الجرعات ..

#حوراء تذهب لقفصها الزوجي ، مستمتعة بحياة جديدة غير مكترثة - كما العادة - لشأن شقيقتها ..
#فاطمة تصارع في كل دقيقة ألم البقاء ، راجية المغادرة لرحلة دائمة نحو السماء ، فالحياة على هذه الأرض لا متعة لها ..

........................


••| في إحدى الليالي ..

أُطرق باب المنزل ليبشر اصحاب المنزل بأن هناك خطيب جديد تقدم لفاطمة بعد انقطاع طويل ..

والدتها : جهزي نفسكِ جيداً ، ليته غير سابقيه الذي يذهبون دون عودة 
بألم : تريدون فراقي سريعاً ؟
والدتها : لا يا عزيزتي و لكن لمتى جلوسكِ هنا ، الفتاة لها زوجها و بيتها الجديد ، ألا تريدين أن تكّوني أسرة !
فاطمة : لا أفكر في ذلك
والدتها : فكري ، أنظري لحوراء و سعادتها و ضعي ذلك أولى التفاكير 

سكتت فاطمة لأنها تعلم جيداً بأن لا أحد سيفهمها ..

••| بعد النظرة الشرعية ..

الوضع كسابقيه ..
لم يتغير في ذلك شيئاً إلا أمراً واحداً كان في غاية الأهمية ..
و هو أتصال أهل الخطيب ليخبروهم بالموافقة ..!
صاعـــــقة !

- كيف ذلك ؟ 
- لا أدري 
- و ماذا سنفعل ؟
- كذلك لا أدري 
- ربما لم يفهم إعترافي 
- لا أعلم

حديث الروح آنذاك عجز عن الحوار ..!
دقاتها أصبحت كـ قرع الطبول ، لا تريد ان يتم ذلك الزواج و هي مدركة فشله ..
و لكن ؛ من أين المخرج ؟ و ألسنة الجميع و تمتماتهم كـ لسع الأفاعي ..

أغمضت جفونها في تلك الليلة ، موكلة أمرها لله سبحانه ..

••| في الصباح ..

قصدت والدتها المستقرة في وسط المطبخ ، و أفصحت عن رغبتها العارمة في الحديث مجدداً مع الخطيب قبل أن يتم كل شيء ..

رفضت طلبها ، داعية ذلك جنوناً ..

بيأس : أماااااااه ، ارجوك
والدتها بأقتضاب : لم تتمكني من أن تفسدي الموضوع في المرة السابقة تريدين ساعية لذلك خلف هذا الطلب ، أنسي ذلك فطلبك مرفوض ..

يأست ، و قد نفذت كل الحلول معها ، تركتها و قصدت والدها ، و كلها أمل بأن يجيب لها ..

فاطمة : أبي ، كلمة واحدة لن أتأخر معه ! ارجوك ..
والدها : حسناً ، و لكن لِما حرصكِ على الحديث معه !
بإرتباك : أريد الاستفسار بشأن موضوع معين ، و عليه لن يكتمل موضوعي إلا بالحديث ..
والدها : سأتصل به و سأدعك تحادثينه أمامي 
فاطمة : حسناً 

رفع الهاتف و توقف عند إسمه ، تردد في بداية الأمر و لكنه حسم ذلك بسرعة ..

#والدها تكلم معه في البداية تمهيداً لإخباره برغبة فاطمة بالحديث معه ..

#فاطمة ما أن مسكت الهاتف سارت بخطوات سريعة لتدخل غرفة الجلوس و تغلق خلفها الباب مانعة أحد الإطلاع على حديثهم ..

.................. 

فاطمة : أود التحدث معك بشأن موضوع يتعلق بي ، أضن أني لم اصل المعلومة لك بشكل كافي 
الخطيب : أعلم جيداً ما تودين قوله 
قاطعته : أنت لم تعلم و الدليل على ذلك موافقتك على خطبتي ..
الخطيب : سمعتكِ جيداً حين ذاك ، و أعلم ما قلتيه و مدرك لذلك 
فاطمة : أنا مُغتصِبة ! و ضحية لجبروت رجل ، و كيف بشاب مثلك أن يقبل بفتاة مثلي 
الخطيب : على ما يبدو إنك رافضة الإقتران بي ، لا أدري لأي الاسباب و لكن إذا كان بشأن ما تتحديث عنه فـ باب هذا الموضوع مغلق ، أنا وافقت عليكِ لأني وجدت بكِ طُهر و براءة لم أجدها في باقي البنات ، يكفي بأن قلبي ارتاح معك و هذا يكفل سعادتنا معاً في المستقبل ، فاطمة أغلقي تلك الصفحة السوداء و لنبدأ معاً حياة أخرى إذا كنتٍ تريديني !
إبتسمت مع مشاركة الدموع : حسناً 

انتهى الحديث ، و أغلقت الهاتف ..
لكنها في ذلك الوقت تشعر بأن الحياة فتحت لها ابوابها من جديد ..
في ذلك الوقت لم تفقه المشاعر التي تنتابها !
في داخلها الكثير من الأحاسيس المختلطة و من أجل ذلك لا تميز بين السعادة و الصدمة ..

خرجت لتسلم الهاتف إلى صاحبه ، و قد رأت في عينيه إحمرار الغضب ..
أطفئت تلك الشرارة بقبلة احترام على رأسه ..

فاطمة : أعتذر أبي ، في ذلك الوقت كنت مرتبكة جداً لذلك عزمت على الانفراد المفاجئ ، و شكراً جزيلاً لك 

صعدت غرفتها و في تشعر بشيء أكبر من الفرحة ، و كأن الحياة ابتسمت لها من جديد ..

......................

••| طُرِق باب غرفتها ..

نهضت لتفتح ..
أخبروها بأن الجميع بالأسفل ينتظرون حظورها لترى مفاجئة أُعِدت لها بمناسبة قرب زفافها ..

أغلقت الباب و قصدتهم بشغف، و كانت حقاً تتمنى أن تتفاجئ حينها لأنها حقاً تحتاج إلى ذلك ..
تحتاج إلى لحظة فرح ، سعادة ، سرور و ابتهاج بعد فترة من الزمن كانت تعيشها بأقسى المشاعر ..

ما أن وصلت لهم و ترى الجميع مجتمعين ، لمحت المفاجئة ، و قبل أن تكمل أخر عتبات السلم في النزول لم تقوى رجلاها على المواصلة ..
أمسكت طرف السلم و جلست منهكة ، مخنوقة ، جسمها يرتجف بشدة ..

نظرت إليها والدتها : ما رأيكِ ؟
هزت رأسها و الدموع في انهمار : لماذا أتيت ؟

هو ، ذلك الشخص المُعني يقف بخوف ! هلع و توتر ، يبعد أنظاره قد المستطاع عن عينيها البريئتين !

فاطمة بهستيرية : لا أريد رؤيته ، لا أرييييد

...................

تفاجئ الجميع منها ، و من ردة فعلها الغير اعتيادية ..

والدتها : ما بكِ ! هذا بدر ، أخيك المقرب ، ألم يكن هو الوحيد من بيننا قريبٌ لقلبك و همومك ! ألم يكن هو الفرد الذي تحبينه أكثر من اي آخر ؟ ما الذي حدث ؟! هاقد عاد بعد غياب ! ألم تشتاقي ؟
صرخت و هي تبكي : لا أريد رؤيته ، أبعدوه عن ناظري 

#بدر لم يقوى على تحمل الموقف أكثر من ذلك ، تركهم و أنسحب تحت صياح فاطمة و ترجي الأخرين ببقاءه ..!

#حوراء اقتربت من اختها تضمها لصدرها ، تريد فقط أن تخفف من روعها و تسكن من هلعها ..

#والدتها انزعجت منها داعية ذلك تصرف أطفال ، مشفقة على أبنها الذي عاد بعد من غربة دراسة ليلتقي بأهله بكل شغف ..

صعدت فاطمة لغرفتها و قد أنهكها البكاء ..
حوراء لا زالت بقربها ، تريد أن تدرك حقيقة تغيرها ، و لكن هي ؛ أبت ان تتحدث ..

كيف سـ تبوح ! و من سيصدقها ؟
كان عليها ان تصمت ، لأجلها و لأجل سمعة تلك العائلة ، لأن ليس بيسير أن تفصح بتفاصيل تلك القضية !
شرف إبنة تلك العائلة ينهار و المتسبب إبنها المدلل ..!
حكاية اشبه بفيلم خيالي و لكنه واقع في زمن كثُر فيه الفساد ..

اقتربت ليلة الزفاف ، و طوال تلك الفترة لم تسقط عيناها مجدداً على أخيها الذي سكن في دار خالته تفادياً للحالات الهستيرية لفاطمة ..

.......................

••| في ليلة الزفاف ..

أمرٌ حدث لم يكن بالحسبان ..
و على حين غِرة ، و قبل خروجها لبيت الزوجية و بمحظر الجميع ..

دخل بدر !

أحدقت بنظرها الحادة ، لم يكترث لها و اقترب ليستقر وسط جميع أهل الدار بعدما تفرق المعزومون ..
أوت أن تتحدث و لكن صمتت بعدما بادر هو بالحديث ..

بدر : لا أقوى على السكوت ! ضميري مهلك ما دام يخبئ بداخله سرٌ هكذا ..

تساءل الجميع و علامات التعجب تحلق فوق رؤسهم ..

بدر : حقيقة كانت بيني و بينها ، فاطمة ضحية لرغبة شيطانية ..
قاطعته : عليك ان تتوقف عن هذا الهراء و اصمت ، لا داعي بمعرفة الجميع ..
واصل دون اكتراث : كنت في ذلك الليلة ، قبل سفري بيوم ! خرجت مع رفاقي لنودع اللهو استقبالاً للجدية و غربة الدراسة ، كانت المرة الأولى الذي سكرت بها و زدت جرعات التناول حينها ، فلم ادرك ما افعله ، عدت إلى المنزل و قصدت غرفتي ، رأيتها هناك كانت تتعبث بشاحن هاتفي ! نظرت إليها ، و قد شاركني الشيطان في النظرات ، لم أشعر حينها إلا بعدما .. 

...............

قاطعته فاطمة باكية ، تصرخ بصوت شجي ..

فاطمة : يكفي هذا ، اصمت و لا داعي لذلك ، اصمممممممت !
بدر : يجب على الجميع أن يدركوا مدى حماقتي ..
فاطمة : لا أريد ، كف عن هذا 
بلا مبالاة : من تحاول إخراسي هي ضحية تلك الليلة ، فاطمة اختي العزيزة المقربة ! لقد قضيت على مستقبلها بيدي ، فعلت ما فعلته و ذهبت ، و تركتها هنا تصارع ألم البقاء ..

انهار الجميع ، و كأن بسحابة سوداء توقفت على رؤسهم ..

#فاطمة تبكي بحرقة ، بحديثه هذا ألتهبت جروحها ، لم تكن راغبة بما حدث ! بنظرها أن الصمت و التستر أرقى الحلول لتبقى عائلتها كما كانت ، لا تنكس رأسها بـ عار أرتكبه ابنها ..

#والدها يقف مشدوهاً ، و رجلاه ترتجفان ، يريد التحدث و لكن لسانه عجز عن الحديث ..

#والدتها سقطت مغشياً عليها ، هول ما سمعته كان اقوى من ان يتحمله قلبها ..

#الجميع هرعوا لمن سقطت فاقدة لـ وعيها و بقيت #حوراء تقف صامتة ، حدقة عيناها متسعة تناظر بأخيها تريد ان تستوعب ما يقوله ..

الاصوات اعتلت حول والدتها ساعين إفاقتها ، فاطمة جثت بركبتيها تبكي و هو يقف بجانبها يمسح على رأسها ، خالد زوجها و الذي أُتِم عقدهما في هذه الليلة ..
هو الأخر يصمت امام الموقف ! تفاجئ كثيراً بما حدث و أخر توقعاته بأن يكون الجاني هو أخيها المقرب ..

حوراء انسحبت خلسة و قصدت غرفة شقيقتها ، أغلقت الباب و رمت بثقلها باكية ، تبكي بألم ، بكت بكاء الفاقد ..

حوراء : سامحيني فاطمة ، لم أكن مدركة بما يحدث ، كنت قاسية معكِ ، لم أبالي و لم اكترث لكِ و لِما حدث ! اصفحي عن أخت لم تحمل معنى الأخوة ، اعذريني فاطمة 

ما تشعر به حوراء مجرد افاقة حسية ! تذكرت كل موقف حدث لم تبالي به و ضنها المتكرر بمزاجية فاطمة ، لم تدرك ان الحقيقة كانت مرّة إلى هذا الحد ..

بعد تلقي الصدمة ، ساعة من البكاء ، ساعة من الصمت !
بدر يأخذ موقعه في الزاوية ينتظر ما سوف يحل عليه ، مستعًدٌ لذلك لأنه مدرك خطيئته 

وجّه والده عبارة له ، رفع رأسه سريعاً ليستوعبها ..

والدها : أترك المنزل سريعاً و غادر ، أنسى كل ما يتعلق بنا ، و لو بمقدوري محو أسمي منك فلا ترددت دقيقة واحدة ..
بدر و بدأت الدموع تشترك في موقفه : و لكن 
قاطعه بصرخة هزت اركان هذا المنزل : اخررررررررج !

وقف ليخرج ، و عيون الجميع تحدق به ..

فاطمة : أبي لا ، لا تفعل هكذا 
....................


حوراء بإصرار : و لِما لا ؟ أتركي المثالية جانباً و فكري بالمنطق ، الثقة انعدمت و النفس كارهة لشخصه ، الابتعاد عنا افضل الحلول ، لن نكترث لغيابه فقد اعتدنا لذلك عند سفره 
بدر بألم : حوراء لا تكوني قاسية ، أعترف بخطأي و متندم على ذلك ، لم أكن بـ وعيي ذلك الوقت 
والدها و بإصرار : لا تبرر ، اخرج و اتركنا لوحدنا ، نستطيع العيش بدونك لا حاجة لنا بك 
فاطمة بعيني لامعتين : لهذا السبب كنت متسترة على الموضوع ، خائفة من التشتت ! ارجوكم استيدروا ظهراً عن هذا القرار ارجوكم
بدر ينظر إليها بندم : اعذريني فاطمة
بتنهيدة : أنا ؟!!! لا استطيع 
ازدرذ ريقه و عيناه مغمضتين : سسامحيني
فاطمة : لا يهمني اعتذارك ، ما يهمني هو العائلة ! أبي رجيتك بأن تستجيب لي ، دعوه هنا و اصفحوا عنه ..
والدها : سأوافق لسبب واحد ، تكفير عن ذنبنا بحقك و قسوتنا مع ظروف لم ندرك تفاصيلها

أوت ان تخرج فاطمة برفقة زوجها و لكن تفاجئت ببدر يجثو بركبتيه امامها ، طالب الصفح ، باكياً على ما فعله ..

بدر : سامحيني فاطمة ، لا تذهبي قبل أن ألتمس عذركِ ، ارجوكِ أُخيّة سامحيني ..
نزلت لمستواه : دع الله سبحانه و تعالى يغفر لك خطيئتك ، أما أنا فلنا لقاء آخر يوم الحساب ..

تركته و خرجت ..
تركته يصارع الألم ، الندم و قسوة الضمير ..

.....................

••| في بيتها الجديد ..

ينظر لعينها ، يتأمل براءتهم !

خالد : محظوظٌ لأمتلاكي إياكِ 
فاطمة : كنت أضن أن حظي أنعدم في هذه الحياة و لكني متيقنة الآن بأن صبري كأن افضل من الأرتباط بغيرك ..


ربما توقفت القصة إلى هذا الحد من المواقف ..

#فاطمة تشعر بأن خالد هدية لـ صبرها ، تجد فيه الإنسان الكامل بنظرها رغم بعض السلبيات التي لم تكن كبيرة لحدٍ ما ! فليس هناك إنسان متكامل الصفات سِوا الخالق ..

#خالد وهو بالمثل ، يحبها و يجد فيها الزوجة المثالية ..
.
#بدر ينتمي بالإسم لعائلته ، لا يجد الإحترام عند احدهم ! فرد منبوذ بينهم، إلا قلب الأم فقد يحن عليه بعض الأيام ..
.................

بعد سنتين ..

#المشهد_الأخير ..
الموقع : العناية القصوى ..~

ربما حان الوداع و ربما هناك قطرة أمل للبقاء !
جميهم يقفون خارجاً ينتظرون طريح ذلك الفراش بجراحات عميقة ..
بدر ، الأبن المنبوذ اصبح سبباً في دموع المناجاة لأقربائه خلف باب العناية ..

خرج الطبيب : حالته كما هي يفيق تارة و يغيب عن الوعي تارة أخرى 
الأم بلهفة : أيمكنني رؤيته ؟!
الطبيب : يمكنكِ ، أبتعدي عن الحديث معه 

دخلت لتراه والدموع لم تكف عن الإنهمار ..

مسكت يده و قبلتها : عزيزي بدر ! ماذا حل بك يا حبيبي ؟

فتح عيناه بصعوبة ثم اغمضها ثانيةً ..

والدته : كن بخير من أجلنا
صمت طويلاً ثم أجاب بهمس : ربما الرحيل أفضل لي و لكم جميعاً

أوت ان تتحدث و لكن أغمض جفونه ليدخل في عالم اللا وعي مجدداً ..
تناوب الجميع في رؤيته ، رغم ما يحملوه في قلبهم إلا إنه رقّ لحالته ..
.
••| في منزلها ..

تجلس فاطمة بسرحان ، تفكر بمصير ابنها المتوسط في احشاءها ذات السبع شهور ..
قطع ذلك التفكير دخول خالد ..

قال : تجهزي في الحال ، لدينا مشوار في غاية الاهمية 
تتساءل : أين ؟ و مابك مرتبك هكذا ؟
اجاب : لا شيء يوحي لقلق 
بتوتر : حدث شيء ؟ عائلتي بخير ؟
بتردد : بدر يطلب رؤيتكِ 
تنهدت : ضننت الموضوع أكبر من ذلك ، دعه يطلب ما يشاء لست مجبورة بإطاعته ..
اقترب منها : ولكن الحال تغير ؛ هلمي لتريه ارجوكِ ، فالربما يجتمع بكما القدر قبل الفراق ..

ارجتفت اطرافها لكلماته ..

فاطمة : ما الذي يحدث ؟ 
خالد : بدر طريح فراش المشفى ، حالته غير مستقرة أثر حادث بليغ أصيب به ، يطلب رؤيتكِ سريعاً ..
ألقت بثقلها على الكرسي : منذ متى ؟
خالد : اليوم صباحاً
انهمرت دموعها : لا استطيع
خالد : و لِما ؟
فاطمة : أخشى ان اضعف امامه و أسامحه ..

اقترب منها و مسك يدها و همس ..

خالد : حسناً ، لكِ حرية قراراتك في الصفح ، و لكن لي رجاء ، اذهبي له ، و إن لم يكن لأجله ، لأجل عائلتك الباكية من اجله ..

ذهبت ، و كلما اقترب اللقاء ضاق الصدر ، تقدم رجل و تؤخر أخرى ، مترددة كثيراً !
و ما أن اقبلت برفقة زوجها نظرت لهم و لعيونهم الذابلة ..
والديها ، حوراء ، وائل و زوجته ..

بتساءل : ما الذي يحدث ؟
اجاب وائل : للتو أُدخِل لغرفة العمليات ، كان حريص بأن يراك قبل أن يدخل و لكنكِ تأخرتي كثيراً ..

صمتت و أسندت نفسها على الحائط ، قلبها يدق بسرعة و يدها ترتجف ..
.....................

- ماذا لو مات ؟
- كان ينتظرك 
- لم أكن أعلم أني سوف أتأخر هكذا
- بماذا تشعرين الآن اتجاهه ؟
- لا شيء ، و لكن فعلاً أريد لقائه 
- سيعيش إذ شاء الرب ، و ستلتقي به و تسامحيه
- سألتقي نعم ، أسامحه لا
- ماذا لو خرج الطبيب معلناً وفاة أخيك ؟
- لا اتمنى ذلك !
- سيذهب من هذه الدنيا دون ان يلتمس عذرك
- هل اسامحه ؟
- لو أن بدر استغفر الله و عاد تائباً لربه، هل ستضنين بأن الله سيسامحه
- إن الله عفور رحيم
- اذاً انت ايضاً ، سامحيه و دعي ضميره يرتاح

صمتت و ساد الصمت بين الجميع و عيون الرجاء تحدق بأسقف الممر طالبين الرحمة ..

مضت نصف ساعة ..
ساعة ~
ساعة و نصف ..

و إذا بالطبيب يخرج من هناك ، قلوبهم ترفرف متلهفين لِما يقوله ..

الطبيب : نستطيع القول بأن العملية نجحت نسبياً ، هو الأن تحت الملاحظة إلى حين يفيق ، أكثروا من دعائكم له ..

عاد الأمل إليه ، الجميع تناسى ما فعله و جل اهتمامهم في شفائه إلا فاطمة ..
فقد كانت ترى هذا و ذآك ..

الثانية كـ الدقيقة ، و الدقيقة كـ الساعة ..
الصبر نُفِذ ، و لازال الأمل موجود ..

بعد إنتظار دام طويلاً ، أول ما فتح عيناه نادى بها ، فاطمة اخته و ضحيته ..

ذهبت إليه و دقاتها متضربة ، التنفس مخنوق و الاطراف متجمدة ..
إقتربت إليه ..

فاطمة : كيف حالك ؟
بصعوبة يجيب : لا أعلم ، لا أرى في بدني ضعفاً لأنه لازال تحت سيطرة التخدير 
قالت : ستكـ ...

و قبل أن تتم الكلمة صمتت و هي تتحس يداه و قد شبكت بيديها ..

بدر : سامحيني أُخية ، ارجووك اغفري لي ، لا أود الرحيل قبل أن ألتمس عذرك

اكتفت بالنظر لعينيه و قد أبت الدموع ان تسكن مقلتيه ..

بدر : لست مجبورة على ذلك ، أنا حقاً استحق ما يحدث لي ..

أغمضت عيناها تتذكر تلك الليلة ، تمنت أن الحياة كانت مختلفة ! هو لم يسكر ، هي لم تقصد غرفته ، لكان الحال افضل من ما هو عليه ..
لكانت هي تعيش حال أي فتيات سِنها و هو كذلك ..
و لكن عندما يتدخل الشيطان تتغير فصول القصة ..

إنحت لتقبل رأسه و ابتسمت بمرارة : كن بخير من أجل الجميع ، سامحتك لوجه الله ..

قالتها بتردد ، و لكن كانت مقتنعة بها ..
تركته و خرجت ، اما هو إنهار باكياً ..

....................
••| في السيارة ..

تشيح بوجهها عن خالد فقط لكي لا يرى دموعها ، و هو يتفقدها بين الحين و الآخر دون ان يحادثها ..
أوقف السيارة عند الكفتيريا ، طلب لها عصيرها الأفوكادو المفضل ، ربما ترتخي اعصابها ..

ناولها إياه : تفضلي 
أخذته بإبتسامة مكلفة : شكراً
بعد صمت سألها : أيمكني معرفة سبب بكائك ؟
أخذت نفساً : أنا شخصياً لا أعرف لماذا
خالد : ما الذي حدث بينكم ؟
فاطمة : هو اعتذر 
خالد : و أنتِ ؟
أطلقت تنهيدة متهجدة : سامحته
خالد : مقتنعة ؟
حركت رأسها : أجل
خالد : مدرك صعوبة ما يحدث ، و أن الأمر لم يكن سهلاً ذات يوم ، أنتِ قوية و لذلك اعطيتي من دمر جزء من حياتكِ ما يتمناه ، و لكن ؛ إرجعي قليلاً إلى الخلف ، و انظري لأيامكِ السابقة كيف كانت و الأن كيف اصبحت ، احياناً عندما نريد ان نقفز بقوة نحو الأفضل يجب علينا الرجوع للخلف ، كما السهم حين ينطلق من القوس ، قارني حياتكِ قبل أن يكشف بدر ما حدث و بعد ذلك ، ألا تلتمسي التغيير الجذري في ذلك ؟ كنت فتاة تلك العائلة و لكن لم تشعري يوماً بقرب أحدهم لهمومك ، حتى حوراء شقيقتك الوحيدة ، لم تكن كما ينبغي ، و لكن الأن ؟ فأنت عزيزتهم و أكثر من ذلك ..
.
كان لحديثه تأثير على نفسيتها ، أحست حينها بأن كتلة من الغم إنزاحت عن قلبها ..
.
ابتسم قائلاً : و لـ أكن صادقاً معكِ ، فأنا ممتن له 
عقدت حاجبيها : ممتن ؟!!
خالد : لو ما حدث لما كنت ليّ الآن 
ابتسمت بحبور : كلماتك و إن كانت غير صائبة إلا إنها تمتلك القدرة على إرضائي ..

بعد مضي شهرين ..~

#فاطمة و #خالد لحياتهم فصول سعيدة ، تندرج بين سطورها احداث عديدة ، و قد شرّف علي ليكون فرداً منهم ، يشاركهم ضحكاتهم و آلامهم ..

#بدر تعافى و أصبح يستقل بحياته ، يدرس و يعمل و يصرف على ذاته ، يعلم بأن الجميع غفروا له تلك الخطيئة التي بقيت سر فيما بينهم و لكن حبذ الإبتعاد و الإستقرار لوحده ، هذا لا يعني انه تركهم ! بل كان وصولاً لهم اكثر من السابق ، و علاقته بفاطمة تحتاج المزيد المزيد من الوقت لتعود كالسابق عهدها و لكن ما يهمه ، هو رضاءها على ما حل ..


و انتهت الحكاية إلى هذا الحد ..
و أُغلِقت صفحات هذا الكتاب ..

بقلم : نبض الحنين â™،
5_مايو_2014 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جاسم1

حديث الروح  2710
جاسم1


البحرين
ذكر
التسجيل : 07/12/2017
عدد المساهمات : 491
الموقع : منتديات جمال البحرين

حديث الروح  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث الروح    حديث الروح  Emptyالثلاثاء 26 ديسمبر 2017, 10:36

شكرا مجهود رائع

_________________________________
:فاصل8:   
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://jamalbahrain.yoo7.com/
 
حديث الروح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رواية سكن الروح
» غروووب الروح
» جمال الروح
» بهجة الروح
» جمال الروح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات حميد العامري ::  المنتدى الثقافي ::  المواضيع الفنية-
انتقل الى: