الحجاب عندالمسيح

الأستاذه الدكتوره/ هدى درويش

عميد كلية أصول الدين والدعوة

ورد لفظ الحجاب فى المسحية بأنه الستارة الداخلية التى تفصل بين القدس الأقداس فى خيمة الاجتماع , ومعناه أن الله لا يدنى منه , والطريق إلى الاقتراب إليه مقفول بهذا الحجاب.

وقد ذكرت كلمة الحجاب فى الكتاب المقدس 23 مرة .

وتذكر الديانة المسيحية مثلما ورد فى اليهودية أن المرأة هى رمز الخطيئة الأولى فى البشرية حيث يعتقدون أن المرأة تحمل خطيئة أمها العليا حواء إلى يوم القيامة .

فتقول المسيحية أن المرأة هى التى أغوت آدم بالخطيئة التى من أجلها بعث " الأب " ابنه " عيسى " ليصلب فيغسل ذنوب البشرية , ولهذا فالمرأة فى المسيحية هى باعثة الخطيئة الأولى . ويقول القديس " ترتوليان " أن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ويقول على النساء : " هل تعلمن أن كل واحدة منكن حواء ؛ لذلك يستمر إلى اليوم توبيخ الله لكن ولجنسكن عامة " وهو ما يسمى فى المسيحية لعنه حواء الأبدية " .

ويحدث " ترتوليان " عن المرأة بقولة : " أيتها المرأة يجب عليك دائماً أن تكونى مغطاة بالحداد لا تظهرين للأبصار إلا بمظهر الخاطئة الحزينة الغارقة فى الدمع " .

وجاء فى رسالة " بولس " إلى تيموثاوس " الأصحاح الثانى أن " آدم لم يغفو ولكن المرأة أغويت فحصلت فى التعدى " .

أولاً : غطاء الرأس فى الديانة المسيحية من خلال العهد الجديد :

تدعو المسيحية المرأة بالتزام كل ما يوجب احتشامها واحترامها . وتفرض عليها سلوكاً أخلاقياً ملزماً لكل سيدة تقية .

وكانت الراهبات الكاثوليكيات يغطين رؤسهن منذ مئات السنين , ولا يزال زيهن يعبر عن تمسكهن الشديد بالتزام احتشامهن من الرأس حتى القدمين وهو شبيه بالزى الذى أقره الإسلام للمسلمات .

والمسيحية تنظر إلى غطاء رأس المرأة بأنه يمثل علامة سلطة الرجل على المرأة وعلامة طاعة وخضوع ؛ لأن مجد الله فى الرجل

وفى نصوص العهد الجديد جاء فى رسالة الرسول بولس إلى كنيسة لأهل كورنثوس : " أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح , وأما رأس المرأة فهو الرجل , ورأس المسيح الله , كل رجل يصلى أو يتنبأ وله على رأسه شئ , يشين رأسه . وأما كل إمرأة تصلى أو تتنبأ ورأسها غير مغطى , فتشين رأسها , لأنها والمحلوقة شئ واحد بعينه . إذا المرأة إن كانت لا تتغطى فليقص شعرها . وإن كانن قبيحاً بالمرأة أن تقص أو تحلق , فلتتغط فإن الرجل لا ينبغى أن يغطى رأسه لكونه صورة الله ومجده , وأما المرأة فهى مجد الرجل . لأن الرجل ليس من المرأة بل المرأة الرجل , ولأن الرجل لم يخلق من أجل المرأة بل المرأة من أجل الرجل ؛ لهذا ينبغى أن يكون لها سلطان على رأسها من أجل الملائكة , غير أن الرجل ليس من دون ولا المرأة من دون الرجل فى الرب . لأنه كما أن المرأة هى من الرجل هكذا الرجل أيضاً هو بالمرأة .ولكن جميع الأشياء وهى من الله . احكموا فى أنفسكم . هل يليق بالمرأة أن تصلى إلى الله وهى غير مغطاة .

النص يعطينا تصور كامل لمفهوم الحجاب فى الديانة المسيحية .

مناسبة ورود الرسالة لأهل كورنثوس : وجه بولس هذه الرسالة إلى أهل كورنثوش " وكورنثوس " مدينة شهيرة تسمى الآن " المورة " وتقع بين بحرى إيونيان وإيجه وكانت هذه المدينة تشتهر بغناها الفلاسفة عليها , أقام فيها القديس بولس مدة خمس سنين يبشر بالإنجيل , واهتدى الكثير منها على يديه وما ان تركها وذهب إلى " أفسس " حتى ثارت بين أهلها الخصومات واختلفت بينهم الآراء " .

كما قالت النساء بنزع غطاء رأسهن واشتركت فى الخدمة فى الكنيسة دون غطاء وخالفن العادة التى كانت جارية فى الشرق وهى تغطية الرأس .

وكانت كورنثوس أكثر بلاد العالم خلاعة ودعارة ولهذا فكان لابد من توجية رسالة صارمة تتسم بالمحافظة حتى لا يعطى للوثنيين فرصة لاتهام المسيحين بالتهاون فى المحافظة على دينهم .

وفى هذه رسالة يوجه بولس كلامه مجابهاً الحركة التحريرية التى قادتها المرأة الكورنثية التى استندت على القول بالمساواة بين الرجل والمرأة , وأن المسيح واحد للكل للذكر كما للأنثى .

ويبدو أن المرأة فى ذلك الوقت خلطت بين الأمور الروحية وبين الحياة المدنية , وتصورت أن المساواة تعطيها الحق فى عدم الخضوع والانصياع للترتيب الخلقى الذى وضعه الله , وهو أن الرجل هو رأس المرأة , والمسيح رأس كل رجل , والله رأس المسيح ؛ فقامت بكشف شعرها فى الاجتماعات الدينية مما أثار غضب بولس , فقام بتوجيه اللوم إليها وتوبيخها على ذلك الأمر .

التأثيرات الشرقية لغطاء رأس المرأة فى عهد بولس : كانت النساء فى عصر بولس إذا خرجن دون تغطية رؤوسهن حسبت بلا حياء وبلا خضوع لزوجها وتذكر الديانة المسيحية أن خضوعها هذا ى يعنى مساواتها للرجل فى الطبيعة أو عدم مساواتها له أمام الله ولكنة ترتيب الحياة العائلية والأجتماعية الذى وضعه الله كما يذكر الرسول بولس , وخروج المرأة بلا غطاء يخدش منظرها أمام الناس .

ويشرح الدكتور " وليم باركلى " أستاذ العهد الجديد بجامعة كلاسكو أهمية الرسالة التى وجهها بولس للنساء بقوله : " إن هذا الرسالة لها أهمية عظمى؛ لأن بولس فى معالجته للنص وضع مبادئ أبدية مناسبة لكل عصر . ففى عهد بولس كان البرقع أو الحجاب الشرقى يغطى معظم أجزاء الجسم , ولم يكن يظهر من المرأة سوى العينين وكانت كل سيدة شرقية محترمة ترتدى هذا الحجاب " .

ويقول " ديفيز " فى قاموس الكتاب " لم يكن بالإمكان لأى امرأة محترمة فى قرية أو مدينة شرقية أن تخرج دون حجاب , ولو فعلت ذلك فإنها تعرض نفسها لخطر إساءة الظن بها والتعريض بسمعتها .

ويذكر " سير ويليام رمزى " فى القيم التى يبثها هذا النص فيقول : " فى البلاد الشرقية يعتبر الحجاب أو البرقع بمثابة قوة وشرفها وكرامتها . وطالما الحجاب فوق رأسها فهى تستطيع أن تذهب إلى مكان وهى فى أمان واحترام كامل , والتطلع لأى إمرأة متحجبة فى الشارع يعتبر دليلاً على أسوأ الأخلاق وأحطها . فهى بغطاء رأسها تسير وسط الجمهور , متشاخمة متسامية , والمرأة التى تتخلى عن حجابها يضيع كل سلطانها , وتتلاشى كرامتها , وتصبح عرضة للإهانة والإساءة إليها من أى أحد ,ويؤكد أن الحجاب يحفظ للمرأة تواضعها وطهارتها .

وفى تعليق شارحى العهد الجديد على هذا النص جاء فيه أن طابع هذا العصر يتوجه دائماً لانتقاد تقاليد الماضى ويزدريها , بينما هذه التقاليد هى فى حد ذاتها ذات قيمة كبيرة , وعلى العاقل أن يتفكر فيها , فكان توبيخ "بولس " للنساء المؤمنات أنهن خالفن العادة التى كانت جارية فى الشرق , وهى أن تغطى النساء رؤوسهن فى الاجتماعات العامة . وكان غطاء الرأس فى الشرق علامة حشمتهن وخضوعهن للرجال .

النظام الإلهى للسلطة والخضوع ورمزية الحجاب فى المسيحية : طبقاً لتفاسير كبار الاهوتيين فى الديانة المسيحية نجد أنهم يفسرون النظام الكونى للبشر بأن الله بحكمتة جعل نظاماً للخلق _ وهو أن كل رتبة من خلائقه تخضع للتى هى فوقها , والله تعالى فوق الجميع _ فمعنى القول بأن رأس كل رجل هو المسيح تعنى أن المسيح بالنسبة للمؤمنين بمثابة الرأس للجسد , ويجب الخضوع له , كما يخضع العضو للرأس , ورأس المرأة هو الرجل , تعنى أن المرأة التقية لا بد لها أن تخضع للرجل ( زوجها ) , والمرأة بمقتضى النظام الذى سنه يجب أن تكون دون الرجل وتخضع له ؛ لأنه نائبها , وشرفه هو شرفها , والمسيح خاضع لله , ودائماً ما كان يذكر المسيح خضوعه لآب فى الفداء . والمقصود بالرجل فى هذا النص " المؤمنين " والمقصود بالرأس السيطرة والقيادة .

ويذكر المفسرون لهذا النص أن المقصود " أن كل رجل هو المسيح " ليس المقصود به الرأس المادية بل هى السيادة والخضوع؛ لذا فالقول " بأن رأس المرأة هو الرجل " تعنى سيادة الرجل على المرأة , وأن غطاء رأسها دليل على خضوعها وانقيادها للرجل . وفى هذا المعنى يرجع إلى الخلفية الأولى حيث إن المرأة خلقت من الرجل .

ويتحدث " فؤاد حبيب" عن المرأة التى تخضع للرجل باعتبارة رأسها فيقول : " لقد خلقت المرأة لأجل الرجل , ولكن هناك اعتمادا متبادلاً فأن الرجل والمرأة من الله والمرأة لا تمثل الله لكنها تمثل الرجل الذى يمثل الله , والرجل لأنه يمثل الله الرأس وهو فى محضر القديسين أنه صورة الله ومجده , فإذا وضع غطاء على رأسه ففى هذه الحالة يشين رأسه لأنه لا يجب أن يوضع فى مكانة أقل أما الغطاء بالنسبة للمرأة فهو علامة الخضوع ودليل الوداعة .

ويذكر " جورج جيليسى " : إن النساء الآتى يكشفن عن شعرهن فى المجالس الكنائية , يدل هذاا العمل على عدم خضوعهن ,وينبغى عليهن أن يخجلن من هذا الفعل ؛ فتغطية الزوجة لرأسها دليل على خضوعها لسلطة زوجها , ويستشهدون بالواقعة التى حدثت فى اليهودية التى كشف القسيس شعر المرأة حتى يتعرف عليها .

ويقول " هنرى ألفورد " : " من الأدب الطبيعى أنه على النساء أن يحجبن فى المجالس الدينية العامة " .

ويقول " فوسيت شارك " : ن خضوع المرأة للرجل شرف لها , ويعنى خضوعها للمسيح الذى هو رأس الرجل . وأنه شعار تواضعها والتواضع هو زرنتها الحقيقية .

ويؤكد نص العهد الجديد الذى ورد فى رسالة الرسول بولس أنه يليق أن يلبس الرجل غطاء على رأسه لأنه يكون علامة للخضوع وإنما بالنسبة للمرأة ؛ فهو آية عفتها وحشمتها , ويليق بالمرأة أن تتقنع وهى فى محافل الرجال لتظهر الخضوع .

والطبيعة تحكم بأنه عار على الرجل ان يلبس ملابس المرأة وكذلك المرأة لا تلبس لبس الرجال وهو ما اتفقت عليه كل الكنائس المسيحية .

عقوبة كشف رأس المسيحية فى الصلاة : يضع الرسول " بولس " فى رسالته لأهل كورنثوس وخاصة النساء مبادئ وقيم لمن يقوم بمهمة التنبأ بالمستقبل وعقوبة من يتساهل فى تطبيق تلك المبادى فيقول أن " كل رجل يصلى أو يتنبأ وله على رأسه شئ , يشين رأسه , وك امرأة تصلى أو تتنبأ ورأسها غير مغطى , فيشين رأسها لأنها والمحلوقة شئ واحد بعينة " وطبقاً لما ورد فى تفسير هذا النص فإن الذى يصلى يطلب البركات والذى يتنبأ هو الذى يتكلم يإلهام القدس بهدف تعليم السامعين سواء بحثهم على القيام بواجباتهم أو توبيخهم أو يعلنهم بأمور مستقبلية .

أما بالنسبة للمرأة وخاصة التى ظهرت فى كنيسة كورنثوس وكانت تتنبأ أى تعظ الناس ورأسها مكشوف , وتقوم للصلاة بدون غطاء الرأس , فإنه فى حالة إصرارها على عدم ارتدائه فإنها تعاقب على هذا الفعل المشين بأن تقص شعرها أو تحلقه , ولها أن تتحمل قبح منظرها فى ذلك الوضع . وقدقصر الكلام على زى المرأة فأوجب على المرأة العفيفة أن تغطى رأسها متى خرجت من بيتها , وفى تركها القناع تكون فى منزلة التى حلقت شعرها أو قصته , ويعدهذا آية حزن بالنسبة لها .

وقناع المرأة فى المسيحية هو علامة عفتها التى تميزها عن العاهرة , وعبارة " اذا المرأة ان كانت ى تتغطى فليقص شعرها . ان كان قبيحاً بالمرأة ان تقص أو تحلق فلتتغط . يحمل الرسول بولس هنا المرأة أن تستحى إذا كانت بلا غطاء كاستحيائها من أن تقص شعرها أو تحلقه .

ويعلق الدكتور " الخورى جرجس فرج " على هذه العبارة بقولة : " أنها فى هذه الحالة يلحقها العار ما يلحقها لو كان رأسها محلوقاً .

ويقول ترتوليان : " إن البتول بينما ترمقها العيون تكون فى حظر , لذلك يلزمها ان ترتدى غطاء يكون لها منزلة خوذة حتى لا تكون هدفاً لألحاظ الآخرين " .

فالرسول بولس هنا يحكم العقل والمنطق والذوق السليم والأخلاقيات فى أمر تغطية المرأة رأسها من خلال صيغة استدلال وتعجب .

ويقول الدكتور " براون " فى عقوبة المرأة التى تكشف شعرها ان تقصه أو تحلقه , ان المرأة يحلق رأسها لذنب شنيع اقرفته .

أما الرجل فإذا وضع شئ على رأسه يشينه , ولا يليق به , لأنه صورة ومجده وان الله أخضع له كل شئ حتى المرأة .

والرجل الذى يغطى شعره فكأنه يغطى سلطان المسيح عليه؛ لذا ينبغى للرجل أن يكشف رأسه لإظهار مجد الله الممثل فى السلطان على الحقيقة , والمرأة التى لا تريد أن تغطى فكأنها تريد أن تكون رجلاً .

الحجاب فى المسيحية سرور للملائكة : فى عبارة الرسول بولس التى يقول فيها " لها ينبغى للمرأة أن يكون لها سلطان على رأسها من أجل الملائكة . والمقصود هنا بالسلطان الذى على رأسها أى غطاء .

ويفسر الاهوتيون هذه العبارة بأن الملائكة هم ملائكة الله الأطهار الذين يحضرون اجتماعات الكنيسة ,وهم غير منظورين , وإنما هم يشاهدون بسرور كل ما يتفق مع النظام واللياقة , ويحزنون لكل مالا يتوافق مع هذا النظام , لذا وجب على المرأة أن تغطى , وتتبع أمور اللياقة والعفاف والحشمة , لتسر بها الملائكة لخضوعها للنظام الذى وضعه الله .

ويقول المفسرون أن المرد بالملائكة هنا هم " الكهنة " طبقاً لما ورد فى أن " ملاخى " يسمى الكاهن ملاكاً ,ولذلك ينبغى ان تتغطى لئلا تكون للكاهن يباشر الأسرار معثرة
ويقول الدكتور " براون " فى تفسيره لها العبارة : " أنه يمكن الظن أن بولس يقصد هنا أن الملائكة حين ترى امرأة مكشوفة الرأس ؛ تعد ذلك دليلاً على تمردها على سلطان زوجها , وأن الملائكة مرهفو الحس من حيث ضرورة الخضوع للسلطان , كل , حسب رتبته .

وقال أكد الشراح فى تعليقهم على هذه العبارة أيضاً , " ان المرأة إذا فكرت باستهتار فإنها تفزع الرجال , وبالتالى فإنها تفزع الملائكة الذين يحضرون فى العبادة العامة .

وقد ورد فى سفر أشعيا أن لكل واحد من الملائكة سته أجنحة , اثنين يغطى بهما وجهه فى حضرة الرب , واثنين يغطى رجليه وباثنين يطير , ويفسرون ذلك بأن الرب جعل الرجل يكشف رأسه ووجه فى حضرته , ولكى يظهر مجد الله ؛ لأن الله ميز المؤمن بأنه " صورة الله ومجدة " .

وفى تفسير آخر لهذه العبارة فإن شارحى ومفسرى العهد الجديد يرجعونها إلى القصة التى وردت فى سفر التكوين , والتى تحكى أن الملائكة وقعت فى شرك فتنة النساء الحسناوات فأخطأوا , وقد ورد فى التلمود أن أغوى الملائكة هو جمال شعر النساء الطويل ؛ لذا استلزم على المرأة أن تغطى شعرها حتى لا تفتن الملائكة .

وفى تفسير آخر لهذا النص أنه فى اجتماعات القديسين فإن الاجتماع يكون باسم الرب والرب بحسب وعده يأتى , والملائكة تحيط به ساجدة للرب , وهى مغطية وجوهها احتراما وخضوعاً لله .

وعلى هذا النحو فإن الملائكة تشترك فى العبادة وتتعلم من الكنيسة .

لذلك يجب على المرأة التى تشترك فى العبادة أن يكون سلوكها باللياقة والاحترام

والقول " أنه يجب أن يكون لها سلطان على رأسها من أجل الملائكة " فهم يعتقدون أن الشيطان يكره غطاء الرأس لأنه يذكره بجلب العار بسبب رفضه رئاسة الله , وغطاء الرأس هو رمز الخضوع والاستسلام لأوامر الرب .

شعر المرأة المسيحية فى مجدها : ذكر العهد الجديد : " فمجدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هى الله .

وبالنسبة للمرأة فشعرها هو مجدها وانوثتها لذايجب ان تغطية تشريفا لرجلها . يقولترتوليان فى إعلان 198 " لماذا تكتشف قبل الله ما تغطيه قبل الرجال ؟ كونى عذراء خفية " .

ويقول " سان كارول كلارك " أنه من خلال رؤيته لآثار والصور والأدوات المتعلقة بالقرون الوسطى والتى تصور الملابس التى يرتديها الناس فى تلك الفترات وجد أن الجنود يلبسون الخوذات , بينما النساء كانت خفيات تماماً بمعنى مغطاة لا يظهر شئ منهن .

والعبارة التى وردت فى نص الرسالة بولس بأن شعر المرأة هو مجد لها تعنى أن الشعر الذى هو زينة المرأة وجمالها هو مجد لها وهو بمثابة برقع طبيعى الله لها , ولهذا ينبغى لها أن تصونه , وتحافظ على مجدها بتغطية , مما يجعلها تسير فى طريق الطاعة والخضوع أمام الله والناس .

ويقول " الخورى جرجس " فى تفسيره لهذه العبارة : " إن الطبيعة منحت برقعاً وهو شعرها الذى هو مجد لها , فإذا أضافت إليه برقعا آخر ( أى غطاء ) وكان ذلك بإرادة منها كان فضلها أعظم " .

ويقول " جون كالفين " : " إذا أصبحت النساء حاسرات الرأس فسوف يقول أحد : إذا ما يضر فى كشف المعدة أيضاً ؟ ويقول آخر : لم لا أيضاً (عارى ) وآخر يقول ولم لا هذا .... ( عارى ) ومن هنا نقول أن غطاء شعرها يكون غطاءاً طبيعياً مثل الكون .

ويتحدث القديس " ترتوليان " فى مسألة حجاب المرأة فيؤكد ضرورة التزام النساء الصغيرات بالحجاب فى الشوارع بين الأغراب والقانون الكنسى للكنيسة الكاثوليكية اليوم يطالب النساء بتغطية رؤوسهن فى الكنيسة
. بينما يأمر زعماء الكنائس النساء بضرورة التخفى عن طريق الحجاب ويؤكدون على النص الذى وجهه بولس فى هذا الشأن لأهل كورنثوس وهو أن غطاء الرأس رمز المرأة للرجل والله .

ويذكر شراح الإنجيل أن النساء فى كورنثوس فهمن قول المسيح خاطئاً بأنه لا يتميز بين الذكر والأنثى وأن المساواة كاملة بين الجنسين فى القربى إلى الله فاعتقدوا ان كشف رؤوسهن من المساواة .

ويعلق الدكتور " براون " على هذه المسألة بقولة : " إن طقوسنا يجب أن تعبر عن الحق الروحى وأن تتسلق مع موحيات الطبيعة , ففى الشرق نرى الرجال يرتدون الطربوشى أو المعاملة , ويخلعون الحذاء , دلالة على الأحترام والتوقير . وحين نراعى هذه العادة فى الكنيسة , وفق نقاط الالتقاء فى الأديان السماوية فى ضرورة الأخذ بمبادئ الاحترام والتوقير فى السلوكيات والمظهر .

ومما لاشك فيه أن بولس هنا فى رسالته لأهل كورنثوس فى وجوب تغطية النساء شعورهن أرسى مبادئ عليا وأخلاقيات مثالية يجب أن تحتذى فى كل العصور .

ويذكر " ملتون سميث " فى شرحه لنص أن بولس أكد فيه ترتيب الخليقة ويناشد بالطبيعة التى تنعلم منها كل ما هو حسن , فشعر المرأة الطويل هو غطاء طبيعى لها والطبيعة تلزمها بالخضوع وتخبرنا أن المرأة المختفية هى المرأة الجميلة , بينما التى تقص شعرها وتتشبه بالرجال تنال ازدراء الجميع .

ويذكر شراح العهد الجديد فى مسألة تغطية رأس المرأة فى الأجتماع أن البعض ارجعها إلى عادات وتقاليد كل بلد ,بينما هم يرفضون تلك الأقوال باعتبار ان كل ما يكتب فى الكتاب المقدس هو بوحى الروح القدس وينبغى الخضوع إليه والمرأة المكشوفة الرأس لا تمجد الله .

ويؤكد مفسرو الإنجيل أن روح العصر الحاشر تتوجه إلى التخلص من كل خضوع ومن سلطة الناموس الإلهى الذى وضعه الله للبشر فأصبح الرجل يلبس مثل المرأة ويطيل شعرة والمرأة تقصره , وهذا هو عمل إبليس الذى يريد منظر خليقة الله .

ويدعو القس " متيس " إلى وجوب احترام كل مجتمع نعيش فيه سواء فى الملبس أو المظهر , بحيث تتفق مع تقاليد المجتمع حتى لا يسئ الناس الحكم على أحد .

ومن خلال النص السابق وما ورد من تفاسير كبار اللاهوتين المسيحين يتضح لنا أن الديانة المسيحية توجب على المرأة تغطية شعرها , وقد وصل الأمر بالقول أنها فى حالة عدم تغطية شعرها فيتحتم عليها العقاب بأن تقصه أو تحلقه ,وحلق الشعر مشين للمرأة فى المسيحية . ومن خلال النص السابق تخلص أن غطاء رأس المرأة المسيحية يرمز إلى ثلاثة أمور :

الأمر الأول : هو إظهار الطاعة وقبولها قيادة الرجل لها كما أمرها الله , فقبولها تلك القيادة تعنى الخضوع لسلطة الرجل وهو فى الوقت نفسة امتثال لأمر الله فتضمن بهذا احترام الرجل وتوقيرها ومعاملتها المعاملة الطيبة .

الأمر الثانى : اظهار النقاء فى حياتها ورفضها أنواع الدنس والشر , سواء فى تعاملاتها أو مظهرها الخارجى .

الأمر الثالث : التأكيد على ضرورة وضع غطاء الرأس للمرأة أثناء تأدية الصلاة , والغطاء هو رمز صلتها وارتباطها بالله خلال الصلاة , وهو دليل الحكمة والعقل والبصيرة لديها .

ثانياً : آداب التزين وغض البصروالحديث عند المرأة فى المسيحية : حثت المسيحية المرأة على التزام الورع وسلوك التقوى المطلوبة لها حتى تكون جديرة بأن يطلق عليها " امرأة صالحة " .

زينة المرأة : تتمثل فى لباس الحشمة الذى تتزين به فيقول بولس الرسول فى رسالته إلى تيموثاوس : " إن النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع روع وتعقل , لا بضفائر أو ذهب أو لآلئ أو ملابس كثيرة الثمن , بل كما يليق بنساء متعاهدات بتقوى الله بأعمال صالحة .

ويذكر الرسول " بولس " أن النقاب شرف للمرأة , وكانت المرأة عندهم تضع البرقع على وجهها حين تلتقى بالغرباء وتخلعه حين تتروى فى الدار بلباس الحداد " .

حكم غض البصر فى المسيحية : جاء تحذير المسيحية للرجال بغض البصر تجاة المرأة واعتبار أن من ينظر إليها يصبح فى حكم الزانى .

وقد شددت الديانة المسيحية على تحريم النظر إلى المرأة حيث أعدته مقدمة للزنا وقد ورد فى الإنجيل أن المسيح عليه السلام قال : " قد سمعت أنه قيل لا تزن , أما أنا فأقول لكم أن كل من نظر إلى امرأة لكى يشتهيها قفد زنى بها قلبه , فإن شككتك عينك اليمنى فاقلعها وألقها عنك فإنه خير لك أن يهلك أحد اعضائك ولا يلقى جسدك كله فى جهنم .

أداب التحدث للمرأة فى المسيحية : نهت المسيحية المرأة تتحدث بصوتها فى الكنيسة لتظهر بمظهر الخاضعة المستكنية .

ويقول بولس فى أصوات النساء : لتصمت نساؤكم فى الكنائس ؛ لأنه ليس مأذوناً لهن أن يتكلمن , بل يخضعن كما يقول الناموس أيضاً , ولكن كن يردن يتعلمن شيئلً فليسألن رجالهن فى البيت ؛ لأنه قبيح بالنساء أن تتكلم فى كنيسة وذلك من منطلق أن الرجال هو رأس المرأة .

ويذكر مفسرو المسيحية أنه لم يقصد بهذا النص الحط من قدرها بل الحفاظ عى كرامتها واحتشامها .

ويقول : عليها أن تبقى ؛ لأن آدم كون أولاً ثم حواء , ولم يكن آدم هو الذى انخدع بل المرأة انخدعت فوقعت فى المعصية " .

ومع أن الديانه المسيحية تخض على التحشم والتستر إلا أن التغيرات الثقافية وظهور العلمانية واتجاهات تبنى الغربية أدت إلى ميل المرأة المسيحية العصرية إلى أهمال هذه الأصول التى تقوم عليها القيم والمبادئ المسيحية وأصبحن يسرن طبقاً لما يسير على الزى الغربى , بينما لا تزال قطاعات عديدة أخرى من المتدينات يرفضن التبرج والخروج عن التحشم المطلوب .