منتديات حميد العامري
العبْقريُّ الفَذّ، «فخرُ علماء الجزائر»: العلاَّمة محمّد البشير الإبراهيمي (02) 1318058955801
منتديات حميد العامري
العبْقريُّ الفَذّ، «فخرُ علماء الجزائر»: العلاَّمة محمّد البشير الإبراهيمي (02) 1318058955801
منتديات حميد العامري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول

>


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
منتجات AMS على ويلنس سوق: تجربة تسوق فريدة تضمن لك الجودة والتنوع
صباغ الكويت
نقل عفش الكويت رخيص| هيروكلينا
شراء اثاث مستعمل الكويت
نجار في الكويت
شركة تركيب ستائر الكويت
نقل عفش الكويت رخيص| هيروكلينا
شركة الجيل الخامس لخدمات التنظيف المنزلي بالرياض 20% خصم
صباغ الكويت
اصلاح مكيفات في الشارقة
أمس في 21:10
أمس في 17:52
أمس في 17:42
الأربعاء 17 أبريل 2024, 17:52
الأربعاء 17 أبريل 2024, 17:42
الأربعاء 17 أبريل 2024, 17:24
الأربعاء 17 أبريل 2024, 17:10
الأربعاء 17 أبريل 2024, 16:45
الأربعاء 17 أبريل 2024, 11:49
الثلاثاء 16 أبريل 2024, 21:38











 

 العبْقريُّ الفَذّ، «فخرُ علماء الجزائر»: العلاَّمة محمّد البشير الإبراهيمي (02)

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الرحيق الصافي

العبْقريُّ الفَذّ، «فخرُ علماء الجزائر»: العلاَّمة محمّد البشير الإبراهيمي (02) 520
الرحيق الصافي


مصر
انثى
العمر : 33
تاريخ الميلاد : 24/12/1990
رقم العضوية : 713
التسجيل : 06/05/2013
عدد المساهمات : 89

العبْقريُّ الفَذّ، «فخرُ علماء الجزائر»: العلاَّمة محمّد البشير الإبراهيمي (02) Empty
مُساهمةموضوع: العبْقريُّ الفَذّ، «فخرُ علماء الجزائر»: العلاَّمة محمّد البشير الإبراهيمي (02)   العبْقريُّ الفَذّ، «فخرُ علماء الجزائر»: العلاَّمة محمّد البشير الإبراهيمي (02) Emptyالإثنين 13 مايو 2013, 14:25

العبْقريُّ الفَذّ، «فخرُ علماء الجزائر»: العلاَّمة محمّد البشير الإبراهيمي (02)
العبْقريُّ الفَذّ، «فخرُ علماء الجزائر»: العلاَّمة محمّد البشير الإبراهيمي (02)

عهدٌ جديدٌ للعمل والنِّضَال:

وبعد خروجه من السّجن استأنف عمله بكلِّ جدّ ونشاط، فأَمَرَ بفتحِ المدارس الّتي كانت مُغلقةً، وأخذ يقوم بجولاتٍ في سائر أنحاء الوطن، يؤسِّس المدارس والنّوادي والمساجد

«وفي هذا العهد اتّسعت أعمالُ الجمعيّة بقيادةِ الرّئيس الثّاني الأستاذ محمّد البشير الإبراهيمي، وكثر عدد المدارس الحرّة، وتنوّعت مشاريعها، ونظِّمت لجانها، ووُضع للتعليم برنامجٌ قارّ، وعيِّنت له لجنةٌ ومفتِّشون، وحدّدت ساعات التّعليم والعُطَل، ووُضِع للمعلِّمين بالمدارس درجات... ويُمكننا أن نقول إنَّهُ الدّور الهامّ في نشاط الجمعية وتأدية رسالتها واتّساع نطاق أعمالها، بفضل الوَعْيِ العامّ وحِكمة إدارتها ونشاطِ رئيسها[الإبراهيمي]»[1].

عنايتُهُ بالنّاحية الغربيّة من الوطن:

«واستيقظت الحركةُ الإصلاحيّة بمقاطعة وهران، وهبَّ الكثير من بلدانها لتأسيس المدارس الحرّة بها، على إثِر الجولة الّتي قام بها الرّئيس الثّاني لجمعية العلماء الأستاذ الشّيخ محمّد البشير الإبراهيمي...و[قد]استنْجَدَ بجمعيّة العلماء ليُمِدُّوهُ بمعلمين أكْفَاء لإدارةِ هذه المدارس وتسييرها، ولم يكن بدٌّ من تحوُّل الجهود إلى هذه النّاحية من الوطن...»، وذلك أنّ «هذه المقاطعة كانت لذلك العهد في تأخُّرٍ وجمودٍ بالنّسبة إلى مقاطعَتَي قسنطينة والجزائر...»، ولا تزال الكثير من مُدُنِهَا «تَرْزَحُ تحت أعباء الطّرقيّة المخرِّفة»، ولا زالت بها الكثيرُ من آثار ومخلَّفات الغزو الإسبانيولي، «فقد كان من الأوّلين عاملٌ على إفسادِ عقائدهم وتخريب أفكارهم وسقوطهم في هوّة الشّرك والوثنيّة، ومن الآخِرين عاملٌ على إذلالهم وانحطاط أخلاقهم، ومع هذا فلا تزال بعضُ الخصال المحمودة يحتفظون بها: كالكَرَم والذّكاء..».

فاستجابت الجمعيّةُ وأَمَدَّتْهُ بمعلِّمين ممتازين من العمالة القسنطينيّة[2].



ثمّ وجّه الإبراهيميُّ عنايته للتّعليم الثّانويّ، فكوَّن معهدًا بقسنطينة «معهد عبد الحميد بن باديس»، ليُتابع فيه تلاميذ المدارس الابتدائية دراستهم، «وهو قنطرةٌ إلى التّعليم الثّانويّ»، ومنه يُمكن أن يلتحقوا بالمعاهد العليا في الشّرق لمواصلة تعلّمهم، أو يقوموا بالتّعليم في المدارس الحرّة الّتي تُشرف عليها جمعيّة العلماء.

وفي هذا العهد أيضًا تولَّى مسؤوليَّةَ جريدة «البصائر»، فأَبْرَزَها كأقوى صحف العالم العربيّ في مبدئها وتحريرها ومواقفها الوطنيّة الرّائعة في القضايا العربية والإسلامية[3].

ثمّ اتَّجَهَ نظرُ الإبراهيميِّ بعيدًا إلى الشّرق العربيّ، فكوَّن البعثات، ثمّ خَطَا خطواتٍ أخرى، فالتحقَ بنفسِهِ لتَثْبِيتِهَا وتكثيرها، وشَرْحِ قضيّةِ الجزائر في جميع الأقطار الإسلاميّة[4].

ولقد بلغ عددُ المدارس قبل سفره للشّرق(1951) حوالي مائة وخمسين مدرسةً عربيّةً حرّةً.

الإبراهيميُّ في المشرق العربي:

رحل الإبراهيميُّ إلى الشّرق بتكليفٍ من الجمعيّة في (سنة 1952م)، ودوافعُ الرِّحلة ترجع إلى أمور، هي:

- العمل على إرسال بعثاتِ علميّة من الشّباب الجزائري إلى الشّرق العربي بغرض الدّراسة في مختلف مدارسه، ومعاهده، وجامعاته.

- طلب المساعدة المادّيّة لجمعيّة العلماء من الأشقّاء العرب والمسلمين، كي تستطيع مواصلة رسالتها في ميدان نشر التّعليم العربيّ والمحافظة على الشّخصيّة العربيّة الإسلاميّة للشّعب الجزائريّ، الّتي تُواجِهُ محاولاتٍ كبيرة لهدمها من طرف الاِستعمار الفرنسيّ الصّليبيّ.

- الدِّعاية للقضيّة الجزائريّة، وشرح ظروف الكفاح الجزائريّ إلى قادة الحكومات العربيّة والإسلاميّة الّتي زارها، وتعريف الرّأي العامّ العربيّ

والإسلاميّ بمختلف جوانب كفاح الشّعب الجزائري ضدّ الاستعمار الفرنسيّ، وما يُقاسيه من عُدوانٍ صارخٍ على مقدّساته الإسلاميّة ولغته العربيّة. فقد كان النّاسُ هناك في الشّرق، خاصّتهم وعامّتهم، الأساتذة والمتعلّمون في الجامعات و غيرهم، لا يَعرفون إلاّ أقلّ القليل عن الجزائر، ومنهم مَن اقتنع - بسببِ الدِّعاية الاِستعماريّة الخبيثة- أنّ الجزائر انتهت وأصبحت فرنسيّةً. وقد شهد على هذا بعضُ أبناء البعثات الجزائريّة، في مصر، وفي العراق.

اتّخذ الإبراهيميُّ القاهرة مركزًا له، وجَالَ في كلِّ أقطار الشّرق العربيّ والإسلاميّ، حيثُ كان يَلقى كلّ حفاوةٍ وتقديرٍ من حكوماتها وشعوبها.

وبعد اتِّصاله بمختلف الهيئات والمنظّمات والشّخصيّات العربيّة والإسلامية في القاهرة، وبغداد، ودمشق، والكويت، والحجاز.. تَبَدَّلَ الوضعُ كثيرًا، ونجحَ الإبراهيميُّ في مهمّته نجاحًا كبيرًا، بفضل نشاطه –على شيخوخته- في عقد المؤتمرات الصّحفيّة، وإلقاء المحاضرات العامّة عن الجزائر وقضيّتها وكفاحها، وتَسجيل الأحاديث الإذاعيّة في مصر «صوت العرب»، وفي الإذاعة العراقيّة، ولم تمضِ سنوات حتّى كانت «الجزائر العربيّة المسلمة» على كلِّ لسانٍ في الأوساط العلميّة والأدبيّة، والقياديّة، وصارت محلّ عنايتهم.

كما أثمرت جهودُه الّتي بذلها في تكوين البعثات العلميّة لجمعية العلماء الّتي عمل بكلّ جهوده على فتحِ أبوابِ معاهدِ العلم في وجهها في مختلف البلدان العربيّة، ورَعَاها ووجَّهَهَا.

تمكّن من الحصول على مِنَحٍ في كلٍّ من مصر، العراق، سوريا، الكويت، ثمّ المملكة السّعودية.

وكان بين وقتٍ وآخر يقوم بزياراتٍ للعراق وسوريا والكويت، كي يتفقّد بنفسه أحوال أعضاء البعثات، ويتّصل بالمسؤولين عن التّعليم في البلدان الّتي يزورها بقصد الحصول على مِنَحٍ جديدةٍ للطّلبةِ الجزائريِّين، ويَغتنم زياراته لتفقّد البعثات، فيُلقي على أعضائها المحاضرات التّوجيهيّة، والإرشادات العلميّة، ويلتفّ حوله العلماء والأدباء والشّعراء، يتذاكرُ معهم ماضي وحاضر ومستقبل الأمّة العربيّة والإسلاميّة في جميع الشُّؤون،كما كانوا يَطلبون منه إلقاء محاضراتٍ في مراكز العلم والثّقافة، فيُلبِّي طلبهم ويُلقي محاضرات تَلقى تجاوبًا واستحسانًا كبيرًا ممّن يحضرها، وتُنَوِّهُ بها أجهزة الإعلام ولا سيَّما الصّحافة المكتوبة.

ولم يمضِ وقتٌ طويل حتّى أصبح يحتلُّ مكانةً رفيعةً في المجتمع، وصار لا يُقام مؤتمر أو مهرجان أو اجتماع ذُو أهمّيّة إلاّ ويُدعى إليه، إمّا كمحاضر أو خطيب، وإمّا للاِسترشاد برأيه فيما يَعرض من مسائل وموضوعات.

وكان كثيرًا ما تُهدى إليه الكتب مِن معارفه الكثيرين في القاهرة وأنحاء العالم العربي الأخرى[5].

صدى الإبراهيمي في العراق:

وفي العراق احتَفَوا به احتفاءً عظيمًا، وخرج المئات لاِستقباله، وأقامُوا لهُ حفلات وولائم التّكريم، كان يرتجل فيها الخطابات العظيمة الّتي بهرتهم، وجعلتهم يستعظمون أمره، ويقرّون له بالإمامة في العربيّة والخطابة، وكانت تترك أثرها بعد مغادرته، ولم يكن للنّاس في بغداد «حديثٌ سوى الإشادة

والتّنويه بذِكر الأثر الكبير الّذي تركته زيارة الشّيخ، فقد كانت لأحاديثه مع كبار القوم وخطبه المتوالية في الحفلات الخاصّة والعامّة وفي الإذاعة العراقية، تأثير السِّحر، فالنّاس هنا –العراق- مفتونون بالبلاغة ونصاعة الحجّة وسموّ المعنى وسرعة البديهة»، وقد وجدوا الإبراهيميَّ قد جمع هذه الخصال الحميدة وغيرَها.

وتناولت الصّحافة العراقية أخبارَ الشّيخ، وأَجمعت على عظمته، وسلّمت لإمامته، فمِن الصّحف مَن قالت- وهي تصف إحدى خطبه-: «ثمّ وقف سُحْبَانُ العرب اليوم فارتجل خطابًا بليغًا... أَعَادَ إلى أذهان السّامعين ذِكرى الجاحظ والتّوحيديّ وابن المقفّع وابن العميد وأمثالهم مِن أُمراء البيان العربي...»، ومِن واصفٍ لهُ بـ: «نابغة المغرب العربي»، وكَتَبَ صاحبُ جريدة «السّجلّ»العراقية: «مرحبًا بالإبراهيميّ، مرحبًا بجاحظ العصر

وأمير البيان! مرحبًا بالشّيخوخة الصّالحة الّتي لا تعرف معنًى للرّاحة حتِّّى تؤدي ما عليها من واجب الجهاد في سبيل العروبة والإسلام.... مرحبًا بالإمام الأكبر والمجاهد الأوّل والخطيب الأوّل والكاتب الأوحد في الشّمال الإفريقي العربي..»، تقول «البصائر»: «وأمّا أُدباء العراق وصحافيُّوها فمِن عناوينهم في وصفه محاضرًا وخطيبًا: «قسُّ بن ساعدة يتكلّم». وكفى بهذا فخرًا للجزائر»[6].

في الحجاز:

وتناولت صحفُ الحجاز زيارة الإبراهيمي، وعرَّفت به ونوَّهت بجهاده، وكان من المُضِيفين له صديقُهُ القديم: الشّيخ محمّد نصيف[7] - في جدّة الحجاز-، الّذي أكرم جمعيّةَ العلماء في شخصِ الإبراهيميّ، «وكان سماحتُهُ طيلةَ مُكْثِهِ بهذه البلاد موضعَ حفاوةٍ وتقديرٍ من الجميع، لعبقريَّتِهِ الفذّة في العلوم، ولأنّه عالمٌ دينيُّ تقدُّميٌّ يَنشد الإصلاح ويسعى له، ولدَمَاثَةِ خُلقه وسُموِّ أدبه البحثيّ والنّفسيّ معًا..»[8].

وكان يزور الإبراهيميَّ أثناء إقامته بمكّة مِن أدباء الحجاز وأشرافِ مكّة وأعيانها: الكثيرون، وفي طليعتهم: إمامُ الحرم المكّيّ.

ومِن الشّخصيّات البارزة الّتي اجتمع بها: الشّيخ عماّر بن الأزعر القماري السُّوفيّ الجزائري[9]،[من مدرِّسي المسجد النّبوي، ومدارس الحجاز]..[10] .

وقد حصل الإبراهيميُّ على منحةٍ للطّلبة الجزائريِّين من المملكة السُّعودية، بعد قيام الثّورة الجزائريّة (سنة 1954م).

ثورةُ الجزائر:

ولمَّا اندلعت الثّورة الجزائريّة، أخذ من القاهرة يَنشر ويُذيع البيانات، ويدعو الشّعب الجزائري إلى مؤازرتها والاِلتفاف حولها، ويدعو الشّعوب والدّول العربيّة إلى تأييدها ومدِّها بالمال والسّلاح، ثمّ انْتَدَبَتْهُ الثّورة للقيام بمهمّات لدى الدّول العربيّة والإسلاميّة، فقام بها أحسن قيام.

ولقد كان لرحلة الإبراهيمي المشرقيّة أثرًا في تحمّس العالم العربي والإسلامي لثورة الجزائر، وإنّها لتُعتبر مرحلةً تمهيديّةً لها، فما كادت أوّلُ رصاصةٍ تُطلق حتّى هبّ الوطن العربي والعالم الإسلامي يُساندها ويُؤيّدها، مُتأكّدًا مِن استمرارها وانتصارها بفضل ما عُرف عن الجزائر [والجزائريِّين] مِن صمودٍ وتصميم، وقد تولَّى بيان ذلك وتوضيحَه إمامُهم الإبراهيميّ؛ الّذي كان بحقٍّ يُعِدُّ للثّورة، ويُمَهِّدُ و يُهَيِّئُ لها الأسباب، وقد بنى المبادئَ الوطنيّة على قاعدةِ الإصلاحِ السّلفيّ، وغرسها في النّفوس، بعد أن خلَّصها من عقائد الشّرك والخرافة، ومِن تلكم الأسباب: المدارس الّتي دعا إلى تأسيسها، وحثَّ الأمّة على بذل الأموال لأجلها، «وكان يقول: «إنّ هذه المؤسّسات ستحتاجُ إليها الأمّةُ في يومٍ من الأيّام لمهمّاتٍ فوق ما نتصوّره الآن»، وفعلاً عندما قامت الثّورة قامت هذه المؤسّسات بدورٍ هامّ...»[11].

وأمّا الجزائريُّون الّذين كانوا في المشرق، فقد كانوا مهتمّين بما يجري في وطنهم، وقد هبُّوا لخدمته وأداء واجبهم على بُعدهم، وقد كان للإِبراهيمي دورٌ كبيرٌ في حثّهم على العمل؛ يدعوهم للإِكثار من الدِّعاية لقضيّة بلادهم، وكان محرِّضًا لهم على الجهاد بالمال في تحريرِ الوطن، يَبذل لهم النّصح، ويوجّههم التّوجيه الصّحيح، وهو ذو الرّأي الأصيل والتّوجيه السّديد. وقد كان يعملُ مع بعض كبار الشّخصيّات الجزائريّة السّاكنة في المشرق على توحيد الجهود، والعمل بجدِّيّة، وعلى جمع كلّ القوى، وقد كان لجمعيّة العلماء مندوبون في عدّة جهات وفي أوربا، كما كان على اتّصالٍ دائمٍ برجال الجمعيّة في الجزائر.

وعلى بُعْد الإبراهيمي وشيخوخته ومرضه، فإنَّهُ أدَّى ما عليه، وعمل على التَّوجيه الحسن، وقد قال : «وقد فعلتُ ما أَوْجَبَهُ اللهُ عليَّ، على عجزي وبُعْدي، وَوَاللهِ لو كنتُ أستطيعُ حَمْلَ السِّلاحِ لما بقيتُ هنا لحظةً، ومنذُ قامت الثّورةُ وأنا أتقلَّى على الجمر، وأبذلُ كلّ جُهدي من طرقٍ خاصّةٍ في إِعطاء الرّأي وتحريض المؤمنين على القتال»[12].

وكان الواسطة بينه وبين الجزائريِّين في الحجاز، «العلاَّمة السَّلَفيّ» الشّيخ عمّار بن الأزعر، المهاجر إلى المدينة- إذْ كان له دورٌ كبيرٌ في تحريكهم-، وغيرُه من أفاضل الجزائريِّين، وكان يأمرُهم باستشارةِ الشّيخ نصيف.



وقد كانت له سفراتٌ عديدة، يُجري فيها اتّصالات لمصلحة الثّورة، في القاهرة، وفي بغداد حيثُ قضى فيها قريبًا من شهر، ثمّ سافر إلى باكستان، وعقد جولةً في دواخلها، حيثً زار نحوً خمس عشرة مدينة، «وألقى أكثر من خمسين محاضرةً وحديثًا في الدِّعاية للجزائر والتّعريف بها، وبثورتها، وكان لها تأثيرٌ عظيم، وكان الحاضرون في الاِجتماعات يصلون أحيانًا إلى ثلاثين ألف! مَقْضِيًّا بها نحو الشّهرين(أواخر 1956م»[13].

وإثر استقلال الجزائر، عاد إليها بعد غيبةٍ دامت عشر سنوات.

وفاتُهُ:

وكانت وفاته في 20 محرّم 1385هـ، الموافق لـ:20 ماي 1965م، رحمهُ الله رحمةً واسعةً.

شهادةُ المعاصرين له:

- العالم السَّلَفِيُّ، علاَّمة الشّام: الشّيخ محمّد بهجة البيطار: قال في رسالته الموجّهة إلى الإبراهيميّ:

«إلى إمام النّهضة الثّاني، العالم الرّبّاني، الشّيخ محمّد البشير الإبراهيمي أدام المولى فضله، السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ما ذكرتُك مرّة في نفسي أو في ملإٍ من قومي، إلاّ وذكرتُ معك الدِّين الخالص، والعلم النّافع، والعمل الصّالح، والأدب الجمّ والرّعاية التّامّة للإخوان...»، ثمّ يَذكر تلك الأيّام في الشّام، أين كان يجلس إليه، ويُقبل عليه، يقول: «وكنّا نَشعر أنّنا أمام دائرةِ معارف حَوَتْ من كلِّ شيءٍ أحلاه وأغلاه»، «حَسْبُ الجزائر مجدًا وفخارًا أن يكون منهم الإمام الأوّل للنّهضة الإصلاحيّة الجزائريّة الشّيخ عبد الحميد بن باديس تغمّده المولى برضوانه، والإمام الثّاني لهذه النّهضة المباركة الشّيخ محمّد البشير الإبراهيمي الّذي يحقّ للشّام أن تُفاخِرَ به كما تُفاخر بأبنائها المخلِصين...»، «أكان للنّاس عجبًا أن يَروا جمعيّة العلماء الأبطال، يتقدّمون صفوف الرّجال الأحرار، مجاهدين في سبيل استرداد الحقّ المغصوب، ورفع شأن الوطن المحبوب... دمشق في11[جمادى]1 سنة 1368، محمّد بهجة البيطار من أعضاء المجمع العلميّ ومدرّس التّفسير والحديث في كلّية الآداب من «الجامعة السّورية» »[14].

- العالم الأديبُ الموحِّد: محمّد بهجت الأثري -تلميذُ علاَّمة العراق محمود شكري الألوسي، وناشرُ تراثه-: قال في استهلال محاضرته في إحدى المدن الجزائريّة، وهو يشكر القائمين على الملتقى على دعوتهم، ويَذكر تعلُّقه بالشّعب الجزائريّ: «الّذي تعلَّقْتُ به ناشئًا وكهلاً، وقد جذبتني إليه مزايا مَن عرفتُ من نُبغائه ومفكِّريه، أمثال باعث نهضة الشّام العلاَّمة الشّيخ «طاهر الجزائري»، وقائدي جمعيّة علماء الجزائر الّذين مهَّدوا للثّورة

وعبَّؤُوا لها طاقات الأمّة، الشّيخين العظيمين «عبد الحميد بن باديس» و«البشير الإبراهيمي»، أعلى الله مقامهما في جنانه...»[15].

وفي محاضرةٍ له أخرى، استهلَّهَا أيضًا بذِكر مفاخر هذا الشّعب؛ فقال:

«... شعب مجدِّدِي شباب الإسلام، وباعِثي نهضة الجزائر: «عبد الحميد بن باديس»، و«محمّد البشير الإبراهيمي»...»[16].



- العالم السّلفيّ: محمّد نصيف: بمناسبة زيارة الإبراهيميّ للحجاز، بعث برسالةٍ إلى جريدة «أمّ القرى» تحت عنوان « الزّعيم الجزائريّ»، جاء فيها: «... وفضيلة الأستاذ مِن العلماء المصلحين...»[17].



- العلاّمة السَّلَفِيّ الجوَّال: الدّكتور محمّد تقيّ الدّين الهلاليّ المغربي: ألقى خطابًا في أحَدِ الاِجتماعات الّتي أُقيمت على شرف الإبراهيميّ في بغداد، وصفه فيه بأنّه: «مثالُ النُّبْل والعلم والبلاغة»[18].

[1] -«مذكرات الشيخ ابن عتيق».

[2] - المصدر السابق.

[3] - «مذكرات الشيخ خير الدين»(1/416-417).

[4] - كتاب «الإمام الرائد... »، جمع: الطاهر فضلاء.



[5] -«...فارس البيان..» لبشير كاشة الفرحي، ومقال «الإبراهيمي في المشرق» لتركي رابح، مجلّة «الأصالة»، العدد (8) السنة 2 ، (ص:255-264).

[6] -«البصائر»، الأعداد: 195 و196و199و262، من السلسلة الثانية.

[7] - انظر: ترجمته –بقلمي- في مجلّة «الإصلاح»[الّتي تُصدرها دار الفضيلة-الجزائر]، العدد(5)، بعنوان: «ناصر الإصلاح والمصلحين في الجزائر: الشّيخ محمّد نصيف».

[8] - عبد القدوس الأنصاري: «سماحة الشيخ محمّد البشير الإبراهيمي في ربوع المملكة»، «البصائر»، السلسلة الثانية، العدد (209)، (ص:2-3).

[9] - انظر: ترجمته – بقلمي- في مجلّة «الإصلاح»، العدد(7).

[10] -«البصائر»، العدد( 266)، السلسلة الثانية.



[11] -مقال الشّيخ حمزة بوكوشة (رحمه الله): ضمن كتاب «الإمام الرّائد.. »، جمع: الطاهر فضلاء.

[12] -كتاب «..فارس البيان..» للأستاذ :بشير كاشة الفرحي.

[13] - المصدر السابق.

[14] - «قيمة «البصائر» في الشّرق: رسالة عالم الشّام الأستاذ محمّد بهجة البيطار»، «البصائر»: العدد (91)، السلسلة الثانية، (ص:2)، وكتاب«كلمات وأحاديث»، بقلم الشيخ بهجة البيطار، (ص:126-129).

[15] - مجلّة «القبس»، السنة 3، العدد(2) ، رمضان 1388، نوفمبر 1968، (ص: 69).

[16] - مجلّة «القبس»، العدد (3 و4)، ذو القعدة ذو الحجة 1388، يناير ،فبراير 1969، (ص:27).

[17] - «البصائر»، العدد: (204)، السّلسلة الثانية، (ص:8).

[18] - «البصائر»، العدد: (195)، السّلسلة الثانية، (ص:1).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علاوي
عضو مجتهد
عضو مجتهد
علاوي


مصر
ذكر
رقم العضوية : 55
التسجيل : 12/12/2010
عدد المساهمات : 46

العبْقريُّ الفَذّ، «فخرُ علماء الجزائر»: العلاَّمة محمّد البشير الإبراهيمي (02) Empty
مُساهمةموضوع: رد: العبْقريُّ الفَذّ، «فخرُ علماء الجزائر»: العلاَّمة محمّد البشير الإبراهيمي (02)   العبْقريُّ الفَذّ، «فخرُ علماء الجزائر»: العلاَّمة محمّد البشير الإبراهيمي (02) Emptyالجمعة 17 مايو 2013, 21:01

موضوع رائع
شكرا لك
العبْقريُّ الفَذّ، «فخرُ علماء الجزائر»: العلاَّمة محمّد البشير الإبراهيمي (02) 13253392797

_________________________________

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود عماد
عضو فعال
عضو فعال
avatar


مصر
ذكر
رقم العضوية : 118
التسجيل : 13/04/2011
عدد المساهمات : 10

العبْقريُّ الفَذّ، «فخرُ علماء الجزائر»: العلاَّمة محمّد البشير الإبراهيمي (02) Empty
مُساهمةموضوع: رد: العبْقريُّ الفَذّ، «فخرُ علماء الجزائر»: العلاَّمة محمّد البشير الإبراهيمي (02)   العبْقريُّ الفَذّ، «فخرُ علماء الجزائر»: العلاَّمة محمّد البشير الإبراهيمي (02) Emptyالأحد 16 يونيو 2013, 09:18

العبْقريُّ الفَذّ، «فخرُ علماء الجزائر»: العلاَّمة محمّد البشير الإبراهيمي (02) 13361533072
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احزان القلب

العبْقريُّ الفَذّ، «فخرُ علماء الجزائر»: العلاَّمة محمّد البشير الإبراهيمي (02) 3011
احزان القلب


مصر
انثى
العمر : 34
تاريخ الميلاد : 05/06/1989
التسجيل : 16/06/2013
عدد المساهمات : 1594
الموقع : منتديات النور والظلمة

العبْقريُّ الفَذّ، «فخرُ علماء الجزائر»: العلاَّمة محمّد البشير الإبراهيمي (02) Empty
مُساهمةموضوع: رد: العبْقريُّ الفَذّ، «فخرُ علماء الجزائر»: العلاَّمة محمّد البشير الإبراهيمي (02)   العبْقريُّ الفَذّ، «فخرُ علماء الجزائر»: العلاَّمة محمّد البشير الإبراهيمي (02) Emptyالأحد 16 يونيو 2013, 17:17

تسلم الايادى على الطرح الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.alnor75.com/
 
العبْقريُّ الفَذّ، «فخرُ علماء الجزائر»: العلاَّمة محمّد البشير الإبراهيمي (02)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» يحي بن عبد المعطي/من علماء النحو في الجزائر
» من أشهر علماء الجزائر في العصر الوسيط
» محمّد.. نبي الرّحمة
» الإمام محمّد الجواد ع
» علماء الاسلام أبن خلدون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات حميد العامري :: المنتدى التأريخي :: شخصيات-
انتقل الى: