عبدالله الرضيع عليه السلام
علي الأصغر بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام
المعروف بعبد الله الرضيع وقد أخذ الحسين عليه السلام كنيته منه.
ولد بمقتضى الحساب في شهر رجب عام 60 للهجرة
واستشهد مع والده واخوانه وعمه العباس بن علي بن أبي طالب عليهم السلام
في يوم عاشوراء وعمره حوالي ستة أشهر في معركة كربلاء
بسهم من حرملة بن كاهل الأسدي الكوفي لعنه الله
عاد الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى المخيم يوم عاشوراء
وهو منحني الظهر ، وإذا بأخته زينب الكبرى ( عليها السلام )
استقبلَتهُ يعبدِ الله الرضيع ( عليه السلام ) قائلةً :
يا أبا عبد الله اذهب به إلى القوم ، عَلَّهُم يسقوه قليلاً من الماء
فخرج الإمام الحسين ( عليه السلام ) إليهم ، يحمل الطفل الرضيع
( عليه السلام ) ، وكان يظلله من حرارة الشمس .
فقال ( عليه السلام ) : أيُّها الناس ، إن كان ذنب للكبار فما ذنب الصغار .
فاختلف القوم فيما بينهم ، فمنهم من قال : لا تسقوه ،
ومنهم من قال : أُسقوه ، ومنهم من قال : لا تُبقُوا لأهل هذا البيت باقية .
عندها التفت عُمَر بن سعد إلى حرملة بن كاهل الأسدي ( لعنه الله )
وقال له : يا حرملة ، إقطع نزاع القوم .
يقول حرملة : فهمت كلام الأمير ، فَسَدَّدتُ السهم في كبد القوس ،
وصرت أنتظر أين أرميه .
فبينما أنا كذلك إذ لاحت مني التفاتة إلى رقبة الطفل ،
وهي تلمع على عضد أبيه الحسين ( عليه السلام ) كأنها إبريق فِضَّة .
فعندها رميتُهُ بالسهم ، فلما وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد ،
وكان الرضيع مغمىً عليه من شدة الظمأ ، فلما أحس بحرارة السهم رفع يديه
من تحت قِماطِهِ واعتنق أباه الحسين ( عليه السلام ) ، وصار يرفرف بين يديه
كالطير المذبوح .
وعندئذٍ وضع الحسين ( عليه السلام ) يده تحت نَحرِ الرضيع حتى امتلأت دماً ،
ورمى بها نحو السماء قائلا :
اللَّهم لايَكُن عليك أَهْوَنُ مِن فَصِيلِ نَاقةِ صَالح ، فعندها لم تقع قطرة واحدة
من تلك الدماء المباركة إلى الأرض ، ثم عاد به الحسين ( عليه السلام ) إلى المخيم .
فاستقبلَتهُ سُكينة وقالت : لعلَّك سقيتَ عبدَ الله ماءً وأتيتنا بالبقية ؟
قال ( عليه السلام ) : بُنَيتي سكينة ، هذا أخوكِ مذبوحٌ من الوريد إلى الوريد .
يروى أنه حينما إستهدف حرملة (عليه اللعنه) عبدالله الرضيع بنبله
المسموم ذي الثلاث شعب فذبحه من الوريد الى الوريد وهو على
يدي أبيه ( عليه السلام ) ، حفر الإمام الحسين ( عليه السلام )
بغلاف سيفه قبرا صغيرا خلف الخيمة ودفن جثمانه الصغير، فذهب
حرملة بعد انتهاء المعركة إلى محل الدفن وحفر القبر وإستخرج جثة
عبدالله الرضيع ( عليه السلام ) وقطع رأسه بخنجره وأتى به فعلقوه
فوق الرمح، و أمه الرباب تنظر إليه .
قال الشاعر:
لا ضـيـر فــي قـتل الـرجال *** وإنما قتل الرضيع به الضمير يضام
طـلب الـحسين الماء يسقي***طفله فـإستقبلته مـن الـعداة سـهام
وعندما قام الامام زين العابدين عليه السلام بدفن الأجساد الطاهرة
وسد جسد الرضيع الى صدر أباه الحسين عليه السلام وبذلك فان
مرقده الطاهر هو نفس مرقد الامام الحسين عليه السلام
لقد إعتدى بنو أمية على الطفل الرضيع فسقطوا في فخ عدم القدرة
على تبرير حربهم الظالمة على آل البيت .. فمن يا ترى يستطيع أن
يبرر مقتل مثل هذا الطفل في التاريخ.
أمس في 14:00
