منتديات حميد العامري
وقفه مع حديث نبوي يومي  1318058955801
منتديات حميد العامري
وقفه مع حديث نبوي يومي  1318058955801
منتديات حميد العامري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول

>


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مقابر للبيع طريق السخنة
شركة موشن جرافيك
شركة تنظيف منازل بالرياض
مظلات وسواتر بالرياض
كراتين فارغة للبيع بالكويت
نقل عفش الكويت
شركة تنظيف منازل بالرياض
مظلات وسواتر الرياض
شراء اثاث مستعمل في الكويت
شركة نقل عفش الكويت
الخميس 16 مايو 2024, 16:02
الخميس 16 مايو 2024, 13:09
الخميس 16 مايو 2024, 12:53
الخميس 16 مايو 2024, 12:39
الخميس 16 مايو 2024, 12:17
الخميس 16 مايو 2024, 12:01
الأربعاء 15 مايو 2024, 16:19
الأربعاء 15 مايو 2024, 16:10
الأربعاء 15 مايو 2024, 15:51
الأربعاء 15 مايو 2024, 15:37











 

 وقفه مع حديث نبوي يومي

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Ahmad12

وقفه مع حديث نبوي يومي  1610
Ahmad12


مصر
ذكر
التسجيل : 20/06/2014
عدد المساهمات : 1029
الموقع : رحيل القمر

وقفه مع حديث نبوي يومي  Empty
مُساهمةموضوع: وقفه مع حديث نبوي يومي    وقفه مع حديث نبوي يومي  Emptyالجمعة 26 ديسمبر 2014, 21:54

بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
في هذا الموضوع سوف أنقل كل يومي إثنين وخميس بحول الله وإرادته
حديث نبوي شريف والله يسهل الأمور بإذن الله ويعيننا إنه جواد كريم سبحانه
===============================================


حديث اليوم ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر )

عندما خلقنا الله سبحانه وتعالى حد لنا حدودا، ووضع لنا ضوابط علينا الإلتزام بها وعدم تجاوزها كما قال تعالى في كتابه العزيز

(( تِلْك حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَ مَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئك هُمُ الظلِمُونَ(229)

. معظم الأيات لم تأتي هكذا عبثا، بل لأن الإسلام دين نظام ولأن الله سبحانه وتعالى أعلم بعباده من أنفسهم لأنه هو الذي خلقنا وهو أعلم بما يصلح لنا وما لا يصلح، ولهذا بعث الله الأنبياء والرسل مبشرين ومنذرين يدعون الناس الى الإيمان والى النجاة، وبهذه الرسالة جاء نبينا صلى الله عليه وسلم ليكمل دعوة الأنبياء الذين سبقوه.


نريد اليوم أن نقف عند موضوع مهم وعند حديث نبوي شريف نحاول فهم ماجاء فيه، ومالحكمة التي جاء بها قال النبي صلى الله عليه وسلم ((الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)) البعض يقول أن الإسلام جاء ليقمع الناس ويحرمهم من التمتع بحياتهم والعيش كما يريدون، وأن هذه الحدود التي وضعها تعيق الناس وتشل من قدرتهم على التفكير وعلى الإنفتاح على الثقافات الأخرى، وأن المسلم يعيش في تخلف ومتمسك بنصوص أكل عليها الدهر وشرب ولم تعد تصلح لهذا الزمن المتطور كما يقولون.


كثير من العلماء الغربيين وصلوا على حقائق مهمة جدا في العديد من الأمور، ولكن أقروا أن الإسلام كان سباقا اليها والى الدعوة اليها أو التحذير منها.


نأخذ موضوع الزنا التي حرمها الإسلام وجائت مجموعة من الآيات والأحاديث النبوية بتحريمها وهنا نستعرض بعضا منها قال تعالى في كتابه العزيز: (( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً [الإسراء:32] وقال أيضا: {سورةٌ أَنْزَلناها وفَرضْناها وأَنْزلنا فيها آياتٍ بيِّناتٍ لعلَّكم تَذَكَّرون(1) الزَّانيةُ والزَّاني فاجْلِدوا كلَّ واحدٍ منهما مائةَ جلدةٍ ولا تأْخذْكُم بهما رأْفَةٌ في دينِ الله إن كنتم تؤمنونَ بالله واليومِ الآخرِ وَلْيَشْهدْ عذابَهُما طائفةٌ من المؤمنين(2)}وقال صلى الله عليه وسلم (( رُوي عن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يامعشر الناس! اتقوا الزنى فإن فيه ستَّ خصالٍ: ثلاثاً في الدنيا وثلاثاً في الآخرة، أمَّا الَّتي في الدنيا فيُذهب البهاء، ويُورث الفقر، وينقص العمر، وأمَّا الَّتي في الآخرة فسخط الله سبحانه وتعالى، وسوء الحساب، وعذاب النار» (أخرجه البيهقي في الشعب).


وقال أيضا فمن هذه الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. رواه البخاري ومسلم. وقال أيضا : إذا زنى العبد خرج منه الإيمان فكان على رأسه كالظلة، فإذا أقلع رجع إليه. رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.لا يمكن لأي إنسان عاقل عندما يقرء كل هذه الأيات والأحاديث النبوية الواضحة والصريحة في تحريم الزنا أن يقترفها من جديد..! ولا يمكن أن يأتي هذا التحريم عبثا، بل لأن مفاسد هذه الجريمة تكون خطيرة على الفرد وعلى المجتمع، وما تسببه من إنحرف وضياع للهدف الذي خلقنا من أجله، وهو الزواج وبناء أسرة، وتكون هذه الجريمة سببا في إنتشار الفواحش وضياع الأخلاق وإنتشار الجريمة.



ومن بين أهم مضار هذه الجريمة وهي الإصابة بمرض الأيدز القاتل، الذي لحد الأن لم يجدوا له دواء ورغم إنتشار المرض بكثرة بين الناس الذين لايريدون أن يفهموا ويعوا أن الذي يقولون عنه عيش ومتعة هو الهلاك المحتم، كيف سيكون شكل الحياة عند المصاب بهذا المرض بسبب الزنا..؟ أحد الأشخاص أصيب بهذا المرض جراء قبلة لفتاة وشخص آخر قضى حياته كلها في الطاعة وفي آخر أيامه وقع في الرذيلة فخرج بمرض الأيدز ودمر حياته وشتت أسرته، وأصبح الناس يهربون منه لأنهم باتوا يرون فيه هلاكا محتما، ولأن الكثير من الناس اليوم يجهلون الكثير عن مرض الأيدز ولا يعرفون كيف يتعاملون مع المريض، فيصبح الرجل مهمشا داخل المجتمع، فقد كل شيئ وندم يوم لا ينفع الندم. ويعيش في مشقة تحت المعصية وتنقلب حياته الى جحيم في الدنيا وفي الآخرة إذا لم يسارع بالتوبة.


أما المؤمن الذي يعيش في سجن الدنيا فهو صابر محتسب، يصارع الشهوات ما أمكن ويتجنب الوقوع فيما حرم الله، ويحس بحلاوة مجاهدة الناس والصبر على الطاعة. والأن نريد أن نسأل سؤالا مهما هل هذه هي الحياة التي يسعى اليها بعض شبابنا اليوم..؟؟ كيف ستكون هذه المتعة بعد الإصابة بهذا المرض ياترى..؟ حقيقة علينا أن نعلم جيدا أن السعادة الحقيقة هي في طاعة الله سبحانه وتعالى، حتى لا نندم فيما بقي من حياتنا.



منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ra7il.0wn0.com/
Ahmad12

وقفه مع حديث نبوي يومي  1610
Ahmad12


مصر
ذكر
التسجيل : 20/06/2014
عدد المساهمات : 1029
الموقع : رحيل القمر

وقفه مع حديث نبوي يومي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفه مع حديث نبوي يومي    وقفه مع حديث نبوي يومي  Emptyالجمعة 26 ديسمبر 2014, 21:55

وقفة مع الحديث الثاني ( إتق الله حيثما كنت )





بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
صباح الخير على الجميع
معليش كان من المفترض إنزال الحديث يوم الأمس لكن لظروف تأخر لليوم والحمدلله على كل حال ..



خالد بن سعود البليهد

عن أبي ذر ومعاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

هذا الحديث أصل عظيم جامع في باب الوصايا والإرشاد وقد أوصى فيه النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث وصايا. وفيه مسائل:

الأولى: في الحديث الوصية بالتقوى وهي وصية عظيمة جامعة لحقوق الله وحقوق الخلق. والتقوى وصية الله للأولين والآخرين قال تعالى: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ). وقال تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ). والمعنى اتقوا سخطه وغضبه وهو أعظم ما يتقى. وقال تعالى: (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ). وحقيقة التقوى: أن يجعل العبد بينه وبين من يخافه ويحذره وقاية تقيه منه فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين غضب الله وسخطه وقاية من الأقوال والأفعال تقيه من ذلك. ويدخل في التقوى الكاملة فعل الواجبات وترك المحرمات والشبهات وفعل المندوبات وترك المكروهات وذلك أعلى درجات التقوى. قال طلق بن حبيب: (التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله). وقال عمر بن عبد العزيز: (ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله وأداء ما افترض الله فمن رزق بعد ذلك خيرا فهو خير إلى خير). وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرا. وكان يكثر من وصيته لأمته في المجامع العامة والمناسبات الخاصة. ولم يزل السلف يتواصون بها. كان أبوبكر رضي الله عنه يقول في خطبته: (أما بعد فإني أوصيكم بتقوى الله وأن تثنوا عليه بما هو أهله وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة وتجمعوا الإلحاف بالمسألة فإن الله أثنى على زكريا وعلى أهل بيته فقال: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).

الثانية: كمال التقوى وتمامها أن يذر العبد ما لا ريب فيه خشية الوقوع مما به ريب فيجعل شيئا من المباح حما وسياجا للحرام. قال أبو الدرداء: (تمام التقوى أن يتقي الله العبد حتى يتقيه مثقال ذرة حتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما يكون حجابا بينه وبين الحرام). وقال الحسن: (ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرا من الحلال خشية الحرام). ومن أعظم ما يعين على ذلك طلب العلم والتفقه في الدين لأن أصل التقوى أن يعلم ما يتقى ثم يتقي ولذلك فإن كثيرا من العامة يجترحون الكبائر ويقعون في المعاملات المشكلة ثم بعد ذلك يسألون ويستفتون أهل العلم.

الثالثة: قوله صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيثما كنت). مراده في السر والعلانية حيث يراه الناس وحيث لا يرونه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: (أسألك خشيتك في الغيب والشهادة). رواه النسائي. قال بعض السلف لأصحابه: . وقال الشافعي: (أعز الأشياء ثلاثة الجود من قلة والورع في خلوة وكلمة الحق عند من يرجى ويخاف). وكان الإمام أحمد ينشد:
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل --- خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة --- ولا أن ما يخفى عليه يغيب
وتقوى الله في السر علامة على كمال الإيمان وله تأثير عظيم في انشراح الصدر ونور الوجه وراحة البال وإلقاء الله لصاحبه الثناء والمحبة في قلوب المؤمنين. فالسعيد من أصلح ما بينه وبين الله فإن من فعل ذلك أصلح الله ما بينه وبين الناس وألقى محبته وثناءه على لسان الخلق وجعل له القبول في الأرض. والشقي من أفسد ما بينه وبين الله ومن فعل ذلك أفسد الله ما بينه وبين الناس وألقى بغضه وذمه على لسان الخلق وجعل له الجفاء في الأرض.

الرابعة: لما كان العبد قد يقع منه أحيانا تفريط في التقوى وتقصير في طاعة الله أو انتهاك ما حرم الله لطبعه وغفلته وغلبة الشيطان شرع الله له وأمره فعل ما يمحو هذه السيئات بفعل الحسنات كما قال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ). وفي الصحيحين عن ابن مسعود أن رجلا أصاب من امرأة قبلة ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فسكت النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت هذه الآية فدعاه فقرأها عليه فقال رجل هذه له خاصة قال بل للناس عامة). وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أذنب عبد ذنبا فقال ربي إني عملت ذنبا فاغفر لي فقال الله علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي ثم أذنب ذنبا آخر ..إلى أن قال في الرابعة فليعمل ما شاء). يعني ما دام على هذه الحال كلما أذنب استغفر والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدا. وقد أخبر الله أن المتقين قد تقع منهم أحيانا الكبائر وهي الفواحش والصغائر وهي ظلم النفس لكنهم لا يصرون عليها بل يذكرون الله عقب معصيتهم ويستغفرونه ويتوبون إليه وتوبتهم هي ترك الإصرار وقد قال الله عز وجل في معرض الثناء عليهم: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ). يعني ذكروا عظمته وشدة بطشه وعذابه فاستغفروا من ذنوبهم ولم يستمروا على فعل المعصية.
وقوله: (أتبع الحسنة السيئة تمحها). ما المراد بالحسنة. فيها قولان:
الأول- يراد بالحسنة هنا التوبة وقد ورد ذلك صريحا في حديث مرسل. وقد ورد هذا المعنى كثيرا في كتاب الله. وظاهر هذه النصوص تدل على أن من تاب إلى الله توبة نصوحا واجتمعت شروط التوبة في حقه فإنه يقطع بقبول توبته كما يقطع بقبول إسلام الكافر وهذا قول جمهور العلماء وهو الصحيح.
الثاني- يراد بالحسنة مطلق العمل الصالح ما هو أعم من التوبة. وقد دلت على ذلك الآيات والأحاديث المتظافرة. والصحيح أن الحسنة في الحديث تشمل كلا القولين فهي تعم كل عمل صالح يكفر الخطايا والتوبة داخلة في ذلك.

الخامسة: للخطايا مكفرات دلت النصوص الشرعية على كثرتها وتنوعها ومن ذلك:
(1) الوضوء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره). رواه مسلم.
(2) الصلاة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء قالوا لا يبقى من درنه شيء قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهم الخطايا). متفق عليه.
(3) (4)المشي إلى الصلاة وانتظارها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط).
(5) الصوم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). متفق عليه. وقد ثبت أن صوم يوم عاشوراء وعرفة يكفران الذنوب في الماضي والحاضر.
(6) القيام: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). متفق عليه.
(7) العمرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة). رواه مسلم.
(وقفه مع حديث نبوي يومي  Icon_cool الحج: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدنه أمه). متفق عليه.
(9) الصدقة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار). رواه الترمذي.
(10) الذكر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر). متفق عليه.
(11) الصبر على المصائب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه). رواه البخاري.

السادسة: اختلف العلماء: هل تكفر الأعمال الصالحة الكبائر والصغائر أم لا تكفر سوى الصغائر فقال بعضهم تكفر الكبائر والصغائر وهو قول ضعيف لا يلتفت إليه. وذهب أكثر العلماء إلى أنها لا تكفر سوى الصغائر أما الكبائر فلا بد لها من توبة خاصة لأن الله أمر العباد بالتوبة وجعل من لم يتب ظالما ولأن الشارع رتب كفارات وحدود لبعض الكبائر ولو كانت مجرد الأعمال الصالحة تكفرها لما شرع ذلك ولقول الله تعالى: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا). ويفسر الآية قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر). متفق عليه. وهذا القول هو الصحيح إن شاء الله لكثرة الأدلة عليه وموافقته لقواعد الشرع ومقاصده ولو كانت الكبائر تكفر بفعل الفرائض لم يبق لأحد ذنب يدخل به النار إذا أتى بالفرائض وهذا يشبه قول المرجئة وهو باطل. فعلى المسلم المتلطخ بالكبائر أن لا يغتر بعمله الصالح ويوقن أن هذه الكبائر تتقحم به النار في الآخرة ما لم يتب منها ويقلع عنها في الدنيا وليعلم أن الموقف خطير بين يدي الرب الجليل.

السابعة: الخلق الحسن من خصال التقوى ولا تتم التقوى إلا به وإنما أفرده النبي صلى الله عليه وسلم بالذكر للحاجة إلى بيانه فإن كثيرا من الناس يظن أن التقوى هي القيام بحق الله دون حقوق عباده لذلك يقصر كثير من الصالحين في حقوق الخلق أو يهملونها بالكلية لاشتغالهم بحقوق الله فجمع النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ في وصيته بين حق الله وحق عباده. وقد تكاثرت النصوص على فضل حسن الخلق والأمر به كما قال تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً). وقال تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاس). وجماع حسن الخلق بذل الندى وكف الأذى كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (البر حسن الخلق). رواه مسلم. وقال ابن المبارك: (هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى). وقال الشعبي: (حسن الخلق البذل والعطية والبشر الحسن). ولحسن الخلق أنواع كثيرة تعود إلى معناه منها: التواضع والجود والحلم والأناة والرفق والوفاء والصدق والنصيحة وأداء الأمانة والستر والإصلاح والرحمة وبر الوالدين والصلة والشجاعة والإيثار والعفو والبشر وطيب الكلام والعدل. ولحسن الخلق فوائد جمة ومزايا عظيمة: دخول الجنة وتثقيل ميزان العبد وكمال الإيمان وقرب المجلس من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وبلوغ منزلة رفيعة في الدين وزيادة العمر وبسط الرزق وكشف الكرب واندفاع النقم وكسب محبة الخلق في الدنيا.

الثامنة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا ما ترك خيرا إلا تمثل به وما ترك سوءا إلا هجره وكان قدوة حسنة في جميع أبواب الخير وخصال الإيمان كما قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). وقال أنس (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا) متفق عليه. وقد أثنى عليه الله سبحانه بقوله ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ). وكان يتمثل أخلاق القرآن الفاضلة كما قالت عائشة واصفة خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كان خلقه القرآن). وكان كلامه وألفاظه من أطيب الكلام كما قال عبد الله بن عمرو بن العاص: (لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا) متفق عليه. وكان رفيقا بأهله وولده كما قال صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). رواه الترمذي. وكان رفيقا بخادمه كما قال أنس: (خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال لي أفا قط ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا). رواه مسلم. وكان حليما بأصحابه وكان متواضعا غاية التواضع وكان زاهدا في حطام الدنيا لا ينازع الناس في دنياهم وحظوظهم وكان متفانيا في هداية الخلق لربهم وكان رفيقا عادلا مع الكفار وكان رفيقا في إرشاد الجاهل والفاسق والتائب إلا إذا اقتضت المصلحة في التعنيف عنف وكان لا يغضب لنفسه فإذا انتهكت محارم الله غضب لله ونصرة لدينه والحاصل أن الله حباه وجبله ووفقه لمكارم الأخلاق ومحاسن الصفات فينبغي للمسلمين أن يتخذوا حياته وشمائله وفضائله مدرسة وقدوة حسنة للتربية على حسن الخلق ونشرها في الأجيال والمراكز التعليمية والدورات التدريبية. فأسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في محبته واتباعه في هديه ظاهرا وباطنا ونصرة دينه والاجتهاد في نشر سنته.



منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ra7il.0wn0.com/
Ahmad12

وقفه مع حديث نبوي يومي  1610
Ahmad12


مصر
ذكر
التسجيل : 20/06/2014
عدد المساهمات : 1029
الموقع : رحيل القمر

وقفه مع حديث نبوي يومي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفه مع حديث نبوي يومي    وقفه مع حديث نبوي يومي  Emptyالجمعة 26 ديسمبر 2014, 21:56

وقفه مع الحديث الثالث .. ( حديث أصحاب الغار )




بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمه للعالمين محمد صلى الله عليه وسلم تسليمآ كثيرا وبعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

إستكمالآ لموضوعنا وقفه مع حديث .. حديث الليلة هو أصحاب الغار ...



أخبار السابقين، وقصص الأولين، وسير الماضين؛ من أهم وسائل تربية النفوس، وتأديبها على الصالح من الأفعال والأحوال والأقوال، إنها قصص تحكي ليالي وأياماً، ودهوراً وأعواماً، ذهبت أحداثها، وبقيت آثارها، ذهب أصحابها وبقيت الدروس والعبر منها، قصص يستفيد منها من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

ومن أحسن القصص ما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وها نحن اليوم نعيش في هذه الكلمات مع إحدى هذه القصص من الأخبار النبوية،وهي تحكي حال ثلاثة نفر عاشوا لحظات ضيق وكرب؛ لكنهم كانوا أصحاب رصيد من الأعمال الصالحات؛ ففرج الله تعالى عنهم كربتهم، وكانت تلك كرامة من الله تعالى لهم.

وقد روى القصة بتفاصيلها كل من الشيخين: البخاري ومسلم رحمهما الله، ونكتفي هنا بلفظ أحدهما وهو الإمام مسلم الذي ساق السند إلى ابن عمر رضي الله عنهما فقال: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((بينما ثلاثة نفر يتمشون أخذهم المطر، فأووا إلى غار في جبل، فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل، فانطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتموها صالحة لله فادعوا الله تعالى بها لعل الله يفرجها عنكم، فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران وامرأتي، ولي صبية صغار أرعى عليهم، فإذا أرحت عليهم حلبت فبدأت بوالدي فسقيتهما قبل بَنِيَّ، وأنه نأى بي ذات يوم الشجر فلم آت حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحلاب، فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما، وأكره أن أسقي الصبية قبلهما، والصبية يتضاغون عند قدمي، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة نرى منها السماء، ففرج الله منها فرجة فرأوا منها السماء، وقال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء، وطلبت إليها نفسها فأبت حتى آتيها بمائة دينار، فتعبت حتى جمعت مائة دينار، فجئتها بها، فلما وقعت بين رجليها قالت: يا عبد الله اتق الله، ولا تفتح الخاتم إلا بحقه، فقمت عنها، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة، ففرج لهم، وقال الآخر: اللهم إني كنت استأجرت أجيراً بفرق أرز، فلما قضى عمله، قال: أعطني حقي فعرضت عليه فرقه، فرغب عنه، فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقراً ورعاءها، فجاءني، فقال: اتق الله ولا تظلمني حقي، قلت: اذهب إلى تلك البقر ورعائها فخذها، فقال: اتق الله، ولا تستهزئ بي، فقلت: إني لا أستهزئ بك، خذ ذلك البقر ورعاءها، فأخذه فذهب به، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ما بقي، ففرج الله ما بقي)) رواه البخاري (2165)، ومسلم (4926) واللفظ له.

هذه القصة، وهذا الخبر، وهي وقائع تكلم بها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم لنقف ملياً متأملين في حال من أخلص لرب العالمين، وأن الفرج مآل من استعان بربه على أمور الدنيا والدين، ونعلم ما للصلة بالله تعالى من السعادة في الدارين.

أولاً: وقبل الوقفات مع هذا الحديث العظيم؛ نقف على عجالة مع بعض الألفاظ التي قد تحتاج إلى شيء من الإيضاح: يقول القاضي عياض رحمه الله تعالى: "قوله: فإذا أرحت عليهم حلبت: أي إذا صرفت الماشية من مرعاها بالعشي أي موضع مبيتها، والمريح: مكان مبيتها، وقيل: مسيرها إليه يقال: أرحت الماشية ورحتها معاً.

وقوله: فنأى بي ذات يوم الشجر: أي بعد لي طلب المرعى، والناء أي البعد.

وقوله: فجئت بالحلاب: هو إناء ملؤه قدر حلبة ناقة، ويقال له: المحلب أيضاً، وقد يريد بالحلاب هنا: اللبن المحلوب كما قيل: الخراف لما يخرف من النخل من الفاكهة.

وقوله: والصبية يتضاغون عند قدمي: يريد: يصيحون ويستغيثون من الجوع، والضغاء مضموم ممدود: صوت الزلة والاستخذال.

قوله: فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم: أي حالي اللازمة، والدأب: الملازمة للشيء، والعادة له.

وقوله: فبقيت حتى جمعت مائة دينار، فجئتها، فلما وقعت بين رجليها: أي: جلست منها مجلس الرجل من المرأة، كما جاء في حديث آخر: "قالت: ((اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه))رواه البخاري (2063)، والحق هنا: الوجه الجائز من نكاح لا بالباطل من الفاحشة، والخاتم كناية عن عذرتها، أي لا يستبيح افتضاضها إلا بما يحل من النكاح، وقوله: استأجرت أجيراً بفرق من أرز: هو إناء قدر ثلاثة آصع، قال بعضهم: بسكون الراء وفتحها، وكذا قيدناه عن كثير من شيوخنا، والأكثر الفتح، قال الباجي: وهو الصواب"1.

ثانياً: إن التربية بالقصة كانت من أساليب التربية النبوية، فقد ربّى النبي عليه الصلاة والسلام بالقدوة، وربّى بالحدث، وربّى بالقصة أيضاً، ونحن في صدد التحليق في هذه القصة المعبرة التي نستقي من معينها، ونرتوي من زلالها، ونقطف شيئاً من ثمراتها، ومن ذلك:

1. أنه مهما اشتد الأمر وضاق فإن مآله إلى التنفيس والفرج بإذن الله فلن يستمر الليل بل يأتي بعده النهار.



مهما طغى الليل فالتاريخ أنبأني أن النهار بأحشاء الدجى يثب

وهكذا الأزمات تنجلي بإذن الله تعالى كما تنجلي في الصباح الظلمات، وكل ضائقة مصيرها أن تكون منفرجة



ولرب ضائقة يضيق بها الفتى ذرعاً وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج

قد يعم اليأس، وقد يُخيِّم القنوط؛ لكن لا بد أن نعلم أن الله سبحانه من فوق سبع سماوات مطلع على عباده، يكشف البلاء، ويزيل الضراء، ويسمع النداء {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ}(النمل:62)، بل هو القريب سبحانه من عباده؛ يجيب دعواتهم، ويرى مكانهم، ويرفع بلواهم، {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}(البقرة:186).

ألم يفرج الله تعالى عن موسى عليه السلام وهو في أشد الأزمات: البحر من أمامه، وفرعون من خلفه، ومع هذا كان موسى لا يزال واثقاً بربه، متوكلاً عليه {فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}(الشعراء:61-62)، وكان الله تعالى معه ففرج عنه: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}(الشعراء:63)، إنه فتح الله الأكرم بعد تكالب الهم والغم.

هذا يونس عليه السلام عندما نادى من بطن الحوت في غياهب البحار {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}(الأنبياء:87-88)، وهذه البشارة لكل المؤمنين فماذا يخافون بعد ذلك؟

وها هو أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام يرميه قومه بالمنجنيق إلى نار عظيمة؛ فيرفع نداء "حسبي الله ونعم الوكيل"، فيستجيب الله تعالى له، ويحيل النار المحرقة إلى نار معدومة التأثير؛ بحوله وقدرته، وهو اللطيف الخبير، وهو على كل شيء قدير {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ}(الأنبياء:69).

وتذكرنا قصة أصحاب الغار بما حصل من عون لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(التوبة:40).

والأمثلة على ذلك كثيرة لا تعد ولا تحصى لأن فضل الله واسع، وعونه لأهل الإيمان حاصل، وقد دلنا النبي صلى الله عليه وسلم على طريق ننال بسلوكه حفظ الله تعالى هي طريق التوكل عليه، وربط القلب باليقين بقدرة الله تعالى، وأنه بيده مقاليد السماوات والأرض، ولا يضر شيء، ولا ينفع إلا بإذنه فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: ((يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف))2، وأصحاب الغار الثلاثة هؤلاء قد حفظوا الله تعالى فحفظهم، وعظَّموه فأنجاهم؛ وكذلك ينجي الله المؤمنين.

2. ومن أهم دروس قصة أصحاب الغار الثلاثة: أهمية الإخلاص في العمل، فقد كان في آخر دعاء كل واحد منهم: ((فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك؛ فافرج لنا منها فرجة)) يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو يستنبط الفوائد والعبر من هذا الحديث: "وفيه من العبر: أن الإخلاص من أسباب تفريج الكربات لأن كل واحد منهم يقول: اللهم إن كنت فعلت ذلك من أجلك فافرج عنا ما نحن فيه، أما الرياء - والعياذ بالله -، والذي لا يعمل الأعمال إلا رياء وسمعة حتى يمدح عند الناس؛ فإن هذا كالزبد يذهب جفاء لا ينتفع منه صاحبه؛ نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص له.

الإخلاص هو كل شيء، لا تجعل نصيباً من عبادتك لأحد، اجعلها كلها لله عز وجل حتى تكون مقبولة عند الله؛ لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن الله عز وجل أنه قال:((أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه)) رواه مسلم (5300)"3 أ.هـ، فكان الإخلاص في العمل سبباً لزحزحة الصخرة العظيمة في الجبل بإذن الله تعالى.

3. ومن الدروس والعبر التي نتعلمها من هذا الحديث الشريف جواز التوسل إلى الله بالعمل الصالح: يقول الله تعالى ذاكراً دعاء أهل الإيمان: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}(آل عمران:16)، وقال جل في علاه: {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ}(آل عمران:193)، فهم قد توسلوا إلى الله بأعمالهم بأن يغفر لهم، يقول الشيخ ابن باز رحمه الله: "فأما التوسل الشرعي فهو أنواع أربعة... إلى أن قال: التوسل بالعمل الصالح، كأن تسأل الله بصلاتك وصيامك، وبر والديك وصلة أرحامك؛ كفعل أهل الغار - وذكر الحديث ثم قال - فهذا يدل على أن التوسل بالأعمال الصالحات من أسباب الفرج"4.

4. نتعلم من هذا الحديث عظمة بر الوالدين، وأنه ليس عملاً سهلاً؛ بل هو من أجلِّ الأعمال التي رغَّب فيها الإسلام، وقد بيَّن الله سبحانه وتعالى لنا أهمية بر الوالدين لما عطف بر الوالدين على الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك فقال عز وجل: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}(النساء:36)، وقال عز وجل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}(الإسراء:23)، وقرن شكره بشكرهما فقال الله: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}(لقمان:14)، وامتدح الله عبده يحيى بأنه بار بوالديه فقال: {وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا}(مريم:14)، وأمر الله تعالى بالتواضع للوالدين، والدعاء لهما على ما قدما لأبنائهما فقال سبحانه وتعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}(الإسراء:24)، ونهى الله عن جرحهما ولو بأقل كلمة فقال جل شأنه: {فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا}(الإسراء:23)، فالكلام الكريم هو الذي يستخدم عند التحدث مع الأبوين.

والنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يذكر صورة من صور بر الوالدين، فهذا الرجل الذي له أبوان شيخان كبيران جاء متعباً من الرعي، ومع هذا لم يشرب اللبن مع شدة جوعه، ولم يطعمه لزوجته ولا لأولاده إلا بعد أن استيقظ أبواه في الصباح فسقاهما، فكيف حالنا نحن مع آبائنا وأمهاتنا؟ وما مقدار تحملنا وصبرنا عليهما، وهل عملنا مثلما عمل هذا الرجل؟

ولقد بيَّن النبي عليه الصلاة والسلام فضل بر الوالدين فقال عليه الصلاة والسلام: ((الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه))5، ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم على من أدرك والديه ثم لم يبرهما فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه)) قيل: من يا رسول الله؟ قال: ((من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة)) رواه مسلم (4628)، وجاء في فضل بر الوالدين الكثير من النصوص التي تبين فضله وأهميته.

5. ومما نتعلمه من قصة الحديث أن العفاف وترك ما حرم الله تعالى سبب رئيس لتفريج الهموم والغموم، وجلب عون الله عز وجل، وأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، فهذا الشاب الذي امتلأ قوة وطاقة، وتأججت فيه نار الشهوة؛ ها هو ينتفض ويترك المعصية تعظيماً وإخلاصاً لربه ومولاه، فأنجاه الله مما أصابه من كرب، وفرَّج عنه وعن أصحابه شيئاً من الصخرة



عفيف تروق الشمس صورة وجهه ولو نزلت يوماً لحاد إلى الظل

ولم لا يكون الأمر كذلك والعفيف موعود بأن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله (وذكر منهم): ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله)) رواه البخاري (620)، ومسلم (1712).



وقال النبي المصطفـى إن سبعة يظلهم الله الكريـم بظله

محبٌ عفيفٌ ناشــئٌ متصدقٌ وباك مصل والإمام بعدله

لقد عظَّم الله في نفسه فكان الله معه، وحفظ الله فحفظه.

تعرَّفَ على الله في وقت رخاءه وسعته فعرفه الله وقت شدته وضيقه، وكم من الشباب من يشكي ضيق الحال، وقلة الأعمال، وتدهور المعيشة، وما يزال بعيداً عن الله عز وجل لا يقف عند حدوده، ولا يراعي حرماته، ولا يتورع عما نهى الله عنه.

6. ونلاحظ هنا أن الفتاة لم تلجأ إلى الفاحشة إلا لحاجتها إلى المال، وكم من أموال يبخل بها من وجبت عليهم الزكاة وغيرها من الحقوق فلا يعطون حق الله فيها؛ مع أن الفقراء لهم حق فيها فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: ((إنك ستأتي قوماً أهل كتاب...)) إلى أن قال: ((...فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم)) رواه البخاري (1401)، ومسلم (27)، وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الفقر لأنه قد يضطر بسببه الإنسان أن يرتكب ما لا تحمد عقباه مما يتلف الدين والدنيا فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمأثم والمغرم، ومن فتنة القبر، وعذاب القبر، ومن فتنة النار، وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة الفقر...)) رواه البخاري (5891)، ومن هنا فإنه لابد من تفقد أحوال من نعلم فقرهم، والتواصي بهم، وإعطائهم ما يكفيهم، ومنحهم ما يمنعهم من ارتكاب ما حرَّم الله عز وجل لأجل لقمة العيش.

7. وآخر أصحاب الغار من ضرب مثلاً سامياً في الوفاء وحفظ الأمانة، وعدم التفريط في حقوق الغير؛ فبعد أن كان نصيب العامل قليلاً من الطعام؛ إذا به يعود وقد تحول هذا الأجر إلى عدد هائل من البقر مع رعاتها، فيأخذ ذلك الأجير هذه الأبقار دون أن يترك لمن رباها ورعاها شيئاً منها، ويحتسب هذا الرجل الطيب صاحب الغار ما قدمه عند الله تعالى، ويجعله خالصاً لوجه الله، فيكون بسبب ذلك الفرج له ولصاحبيه من ذلك الغار الذي أطبقت عليه الصخرة، ويخرجون يمشون.

والقصص في هذا الباب كثيرة، وكم من صور مثالية سطرها أصحابها فعلاً لا كلاماً فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اشترى رجل من رجل عقاراً له، فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرَّة فيها ذهب، فقال له الذي اشترى العقار: خذ ذهبك مني إنما اشتريت منك الأرض، ولم أبتع منك الذهب، وقال الذي له الأرض: إنما بعتك الأرض، وما فيها، فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟ قال أحدهما: لي غلام، وقال الآخر: لي جارية، قال: أنكحوا الغلام الجارية، وأنفقوا على أنفسهما منه، وتصدقا)) رواه البخاري (3213)، ومسلم (3246).

8. ونلاحظ في حديث الثلاثة أصحاب الغار أن كل واحد منهم كان له عمل مستقل غير عمل الآخر، ومن هنا نعلم أن أبواب الجنة كثيرة، وأن المجتمع يحتاج إلى كل عامل، وإلى كل التخصصات النافعة المفيدة، وكلٌ ميسر لما خُلِقَ له، والجنة لها ثمانية أبواب، فيجد المرء فيما يسره الله تعالى له سعة، ويبدع فيما يعمل، ويخلص فيه، وليست العبرة بكثرة العمل بل بإجادته وإتقانه يقول صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه))6.

سائلين المولى جل في علاه أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يزيدنا علماً وعملاً وتقوى وصلاحاً، وأن يثبت على الخير خطانا، وأن يفرج همومنا، وينفس كروبنا، وأن يسهل لنا طريق طاعته، ويبعدنا عن معصيته.

اللهم احفظنا بحفظك، واكلأنا برعايتك، وكن معنا ناصراً ومؤيداً ومعيناً، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.






منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ra7il.0wn0.com/
Ahmad12

وقفه مع حديث نبوي يومي  1610
Ahmad12


مصر
ذكر
التسجيل : 20/06/2014
عدد المساهمات : 1029
الموقع : رحيل القمر

وقفه مع حديث نبوي يومي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفه مع حديث نبوي يومي    وقفه مع حديث نبوي يومي  Emptyالجمعة 26 ديسمبر 2014, 21:57

وقفه مع الحديث الرابع ... ( تبسمك في وجه أخيك لك صدقة )






بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نستكمل وقفات مع أحاديث نبوية شريفه الحديث الرابع .. تبسمك في وجه أخيك صدقة ...

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك لك صدقةٌ وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقةٌ وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقةٌ وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقةٌ، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقةٌ وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقةٌ) .
شرح الحديث :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك لك صدقةٌ وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقةٌ وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقةٌ وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقةٌ، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقةٌ وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقةٌ) .

شرح الحديث

قَوْلُهُ : ( تَبَسُّمُك فِي وَجْهِ أَخِيك )
......فِي الدِّينِ
( لَك صَدَقَةٌ )
يَعْنِي إِظْهَارُك الْبَشَاشَةَ وَالْبِشْرَ إِذَا لَقِيته تُؤْجَرُ عَلَيْهِ كَمَا تُؤْجَرُ عَلَى الصَّدَقَةِ

بشاشة وجه المرء خير فكيف الـذي يأتي به وهو ضاحك
لو دعاك إنسان إلى طعام، ووجهه باش هاش، لفرحت زيادة على فرحك بإكرامه لك، أما لو كان معبسا مكفهرا، لم يطب لك طعم الطعام.

( وَأَمْرُك بِالْمَعْرُوفِ )
أَيْ بِمَا عَرَفَهُ الشَّرْعُ بِالْحَسَنِ
( وَنَهْيُك عَنْ الْمُنْكَرِ )
أَيْ مَا أَنْكَرَهُ وَقَبَّحَهُ
( صَدَقَةٌ )

( وَإِرْشَادُك الرَّجُلَ فِي أَرْضِ الضَّلَالِ )
أُضِيفَتْ إِلَى الضَّلَالِ كَأَنَّهَا خُلِقَتْ لَهُ وَهِيَ الَّتِي لَا عَلَامَةَ فِيهَا لِلطَّرِيقِ فَيَضِلُّ فِيهَا الرَّجُلُ
( لَك صَدَقَةٌ )

[صدقة]
تحول بينهم وبين النار
وتنشر الود والألفه

( وَبَصَرُك لِلرَّجُلِ الرَّدِيءِ الْبَصَرِ )
وَالْمَعْنَى إِذَا أَبْصَرْت رَجُلًا رَدِيءَ الْبَصَرِ فَإِعَانَتُك إِيَّاهُ صَدَقَةٌ

( وَإِمَاطَتُك )
أَيْ إِزَالَتُك
( الْحَجَرَ وَالشَّوْكَ وَالْعَظْمَ )
أَيْ وَنَحْوَهَا
( عَنْ الطَّرِيقِ )
أَيْ الْمَسْلُوكِ أَوْ الْمُتَوَقَّعِ السُّلُوكِ

أيضا في قوله: « وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة »(6) فيه كمال دين الإسلام وعنايته بشئون الدنيا والدين، عنايته بشئون الدنيا والدين جميعا، وفيه أن على دعاة الخير أن يكونون قدوة في جميع شئونهم، ترى بعض دعاة الخير يقوم بأفعال يستقبحها الناس، كرمي الأذى في الطريق،

( وَإِفْرَاغُك )
أَيْ صَبُّك
( مِنْ دَلْوِك )
صدقه

وتفرغ من دلوك في دلو أخيك صدقة، الشاهد كثرة أبواب الخير، وفي الحديث أيضا أن النية تجعل العادة عبادة، فأنت إذا أزلت هذا الأذى بقصد التقرب والحصول على الأجر فأنت مأجور.

لا تحقر شيئا من المعروف. أوصى الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- أحد أبنائه فقال: ما قدرت عليه من الخير فاعمله، فربما لا تدركه في الغد، ولا ترجئ عمل اليوم إلى غد، لعل غدا يأتي وأنت فقيد.

سند الحديث
جامع الترمزي
2022 - حدثنا عباس بن عبد العظيم العنبري حدثنا النضر بن محمد الجرشي اليمامي حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا أبو زميل عن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر قال





منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ra7il.0wn0.com/
Ahmad12

وقفه مع حديث نبوي يومي  1610
Ahmad12


مصر
ذكر
التسجيل : 20/06/2014
عدد المساهمات : 1029
الموقع : رحيل القمر

وقفه مع حديث نبوي يومي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفه مع حديث نبوي يومي    وقفه مع حديث نبوي يومي  Emptyالجمعة 26 ديسمبر 2014, 21:57

وقفه مع الحديث الخامس ... ( مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ )



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جزاكم الله كل خير ولا حرمكم الأجر والثواب إخواني .. أخواتي اللهم آمين يارب ياكريم
إستمرارآ لوفقتانا مع أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه وذريته إلى يوم الدين

الحديث الخامس اليوم ... ( مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ )

وقفة مع حديث مُتفق على صحته
يُبين أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سأذكر الحديث الذي رواه النعمان بن بشير رضي الله عنه و بلفظ الإمام البخاري رحمه الله ثم نقف معه عدّة وقفات .

الحديث

روى الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في كتاب الشركة من صحيحه :
( باب هل يقرع في القسمة والاستهام فيه )
من حديث النُّعْمَانَ بْنِ بَشِيرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا
وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ، مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ،
فَقَالُوا:
لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً،
وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا ).

شرحٌ مُبسّطٌ لمعنى المَثل الوارد في الحديث:

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

اشترك قوم في سفينه فأجروا قُرعة فكان الطابق العلوي لبعضهم والطابق السفلي للبعض الآخر

وكلما أرد من في السفل الحصول على الماء توجب عليهم الصعود إلى الأعلى

فقالوا :
نحن نؤذي شركاءنا من كثرة صعودنا... فعلينا أن نخرق ( في نصيبنا) خرقًا نحصل من خلاله على الماء!

دعوى ظاهرها الصلاح والورع وباطنها الخراب والهلاك والتدمير!

فهل يُترك هولاء ويُقال هم أحرار في نصيبهم ؟!

وماذا لو تُركوا ؟؟ هل سيهلكوا وحدهم ؟؟
هذا ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم

وإليكم هذه الوقفات:


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

1- أهمية ضرب المثلفي التعليم للتوضيح والإفادة.

2- الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر همصمام أمان للمجتمع .

3- الإشارة إلى أن منتكهي حدود الله هم مَن كانوا في السُّفل إشارة ينتبه لها.

4- دعوى عدم إيذاء الأخرين - غير المُنضَبِطَة - قد تُسبب هلاكهم .

5- ينبغي ويجب الأخذ علىيد العابثين بمجتمعهم ولا نتركهمكل حسب استطاعته.

6- ترك الفاسدين والمُفسدين هو الهلاك للمجتمع بأسره سواء كان المجتمع صغيرًا او كبيرًا .

7- جواز ارتكاب أخف الضررين وبعض الشر أهون من بعض، فرشاش الماء والإزعاج الذي يُسببه صُعود مَنْ في السُّفل لإخوانهم الذين في العلو أهون بكثير مِنْ إغراق الجميع وهلاكهم.

8-صغر الجُرم لا يُتهاون فيه أبدًا فأعظم النّار من مُستصغر الشرر وهؤلاء قالوا ( خرقًا ) يعني فتحة صغيرة!


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

إخواني الكرام الحديث فيه من بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم وإرشاده لأمته وحرصه عليها ما ينبغي التفطن له وقد تستخلصون أكثر من تلك النقاط أو الوقفات
ولكن ينبغي أن نطبق هذا في أنفسنا فنأخذ على يد كل مُخطئ كائنًا منْ كان ولا يُترك بدافع الحياء أو عدم النفخ في النار أو حجج أخرى لا تساوي شيئًا وكلما حرصنا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلما زدنا حرصًا على السنّة وزادنا الله أمنًا وأمانًا ورفعة في الدارين.


وفق الله الجميع لما يُحبّه ويرضاه

منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ra7il.0wn0.com/
Ahmad12

وقفه مع حديث نبوي يومي  1610
Ahmad12


مصر
ذكر
التسجيل : 20/06/2014
عدد المساهمات : 1029
الموقع : رحيل القمر

وقفه مع حديث نبوي يومي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفه مع حديث نبوي يومي    وقفه مع حديث نبوي يومي  Emptyالجمعة 26 ديسمبر 2014, 21:58

وقفه مع الحديث السادس .... ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً )




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إستمرار لوقفاتنا مع الأحاديث النبوية

اليوم الحديث السادس

كتب الله لي ولكم الأجر والثواب العظيم اللهم آمين يارب





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.. أما بعد:

تمر على القلب في هذه الحياة آلام وأحزان، ويشعر بالضيق أحياناً، وبالقلق أحياناً أخرى، فإذا به وهو سائر على هذه الحال قد بلغ به النصب مبلغه؛ يشرف على منهلٍ عذبٍ زلالٍ تطير لرؤيته الروح فرحاً، وتنتعش به القلوب اطمئناناً، تهدأ إليه النفوس، وتسترشد به العقول، وتشفى به الأجساد؛ إنه ذكر الله - تعالى -، وفي هذا المقال سنعيش مع دوحة من الذكر، نفتش أزهارها، ونستنشق عبيرها، مع ما يقال بعد الأذان في وقفات قصيرات، متأملين متفكرين، عل الله - تعالى - أن يكتبنا مع الذاكرين الذين يذكرون الله على كل حال {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}1، وما أجمل أن تعلم ما تقول، وتتدبر ما تترنم به.

إن للأذكار معانٍ تتجلى لمن تأمل فيها، من تعلم معانيها ازداد عليها حرصاً، وانتفع بها ظاهراً وباطناً، فخالطت شغاف قلبه، وطابت بها أريج نفسه، فماذا يقول المسلم بعد الأذان؟

عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة))2.

عندما نردد مع المؤذن كلمات الأذان بخشوع وروِّية فإننا نجدد معاني التوحيد في نفوسنا، ونرسخ عقيدة الإيمان في قلوبنا كل يوم خمس مرات "قال القاضي عياض - رحمه الله تعالى -: "واعلم أن الأذان كلمةٌ جامعةٌ لعقيدة الإيمان، مشتملةٌ على نوعية من العقليات والسمعيات، فأوله إثبات الذات، وما يستحقه من الكمال، والتنزيه عن أضدادها، وذلك بقوله: الله أكبر، وهذه اللفظة - مع اختصار لفظها - دالةٌ على ما ذكرناه، ثم صرح بإثبات الوحدانية، ونفى ضدها من الشركة المستحيلة في حقه - سبحانه وتعالى -، وهذه عمدة الإيمان والتوحيد المقدمة على كل وظائف الدين، ثم صرح بإثبات النبوة والشهادة بالرسالة لنبينا - صلى الله عليه وسلم -، وهي قاعدةٌ عظيمة بعد الشهادة بالوحدانية، وموضعها بعد التوحيد، لأنها من باب الأفعال الجائزة الوقوع، وتلك المقدمات من باب الواجبات، وبعد هذه القواعد كملت العقائد العقليات فيما يجب ويستحيل ويجوز في حقه - سبحانه وتعالى -، ثم دعا إلى ما دعاهم إليه من العبادات، فدعاهم إلى الصلاة، وعقبها بعد إثبات النبوة؛ لأن معرفة وجوبها من جهة النبي - صلى الله عليه وسلم - لا من جهة العقل، ثم دعا إلى الفلاح وهو الفوز والبقاء في النعيم المقيم، وفيه إشعار بأمور الآخرة من البعث والجزاء، وهي آخر تراجم عقائد الإسلام، ثم كرر ذلك بإقامة الصلاة للإعلام بالشروع فيها، وهو متضمن لتأكيد الإيمان، وتكرار ذكره عند الشروع في العبادة بالقلب واللسان، وليدخل المصلى فيها على بينة من أمره، وبصيرة من إيمانه، ويستشعر عظيم ما دخل فيه، وعظمة حق من يعبده، وجزيل ثوابه"3، ثم يُصلَّى على الذي دلنا على هذا الخير العظيم، على الذي تحمل ما تحمل لكي يوصل لنا هذا الدين، وكيف لا نفعل ذلك وقد صلى عليه الله من فوق سبع سماوات، وصلت عليه الملائكة الأخيار {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}4، إن هذه الدعوة التي جاء بها هذا النبي الكريم لهي دعوة تامة خلص فيها التوحيد، وهي تامة كاملةٌ باقيةٌ إلى قيام الساعة، قال ابن حجر - رحمه الله تعالى -: "والمراد بها دعوة التوحيد كقوله تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ}5، وقيل لدعوة التوحيد "تامة" لأن الشركة نقص، أو التامة التي لا يدخلها تغيير ولا تبديل، بل هي باقيةٌ إلى يوم النشور، أو لأنها هي التي تستحق صفة التمام وما سواها فمعرض للفساد، وقال ابن التين: وصـفت بالتامة لأن فيـها أتم القـول وهـو لا إله إلا الله، وقال الطيبي: من أوله إلى قوله محمد رسول الله هي الدعوة التامة"6، فدعوة تامة قد كملت وجملت لفظاً ومعنى، وصلاةُ قائمةٌ دائمةٌ يداوم عليها أهل الإيمان، يقيمونها بين يديك وهي قائمةٌ يدعى لها في هذه الساعة، قال ابن حجر - رحمه الله تعالى -: "وبالقائمة الدائمة من قام على الشيء إذا داوم عليه، وعلى هذا فقوله: (والصلاة القائمة) بيان للدعوة التامة، ويحتمل أن يكون المراد بالصلاة المعهودة المدعو إليها حينئذ"7، يُسأل الله - تعالى - بأنه رب الدعوة التامة، والصلاة القائمة، يسأل بكل هذا أن يعطي صاحب البلاغ المبين، والسراج المنير؛ الوسيلة التي هي لرجل واحد، لا تصلح إلا لفرد، ولا بد أن يكون هذا الفرد خير الأولين والآخرين، وسيد الناس أجمعين، وقائد الغر المحجلين، لا بد أن يكون أرحم الخلق بالخلق، وأكرمهم نفساً، وأجودهم يداً، وأربطهم جأشاً، أعلمهم بالله، عنده أفضل الكتب، وشريعته أحسن شريعة، وأمته خير الأمم إنه محمد - صلى الله عليه وسلم -، فما أشد رجائه أن يكون هو ذلك، وشوقه إلى تلك المسالك، حتى أنه أوصى أمته أن يدعوا له بذلك فقال - عليه الصلاة و السلام -: ((سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة))8، ويسأل المسلمون ربهم أن يُأتي نبيهم مرتبةً تفوق مراتب الخلائق كلها، قال ابن حجر - رحمه الله تعالى -: "قوله والفضيلة أي المرتبة الزائدة على سائر الخلائق، ويحتمل أن تكون منزلة أخرى أو تفسيراً للوسيلة"9، ويسألونه مقاماً يُحمد صاحبه وذلك يوم القيامة كما قال الله - عز وجل - في كتابه إذ يقول:{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}10، قال ابن حجر - رحمه الله تعالى -: "وقوله: مقاماً محموداً: أي يحمد القائم فيه، وهو مطلق في كل ما يجلب الحمد من أنواع الكرامات، ونصب على الظرفية: أي أبعثه يوم القيامة فأقمه مقاماً محموداً، أو ضمن أبعثه معنى أقمه، أو على أنه مفعول به، ومعنى أبعثه أعطه، ويجوز أن يكون حالاً: أي أبعثه ذا مقام محمودٍ، قال النووي: ثبتت الرواية بالتنكير وكأنه حكاية للفظ القرآن، وقال الطيبي: إنما نكره لأنه أفخم وأجزل، كأنه قيل: مقاماً: أي مقاماً محموداً بكل لسان"11، وكثير من أهل العلم على أن المقام المحمود هو مقام الشفاعة الذي ينتظره الناس بعد ضيق شديد، وعناء متزايد، "قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى -: "والأكثر على أن المراد بالمقام المحمود الشفاعة كما هو المشهور"12.

ومما يقال بعد الأذان: ((رضيت بالله رباً، وبمحمدٍ رسولاً، وبالإسلام ديناً، غفر له ذنبه))13، يقول صاحب عون المعبود: "(رضيت بالله ربا) تميز أي: بربوبيته وبجميع قضائه وقدره، وقيل: حال أي: مربياً ومالكاً، وسيداً ومصلحاً، (وبمحمد رسولاً) أي: بجميع ما أرسل به، وبلغه إلينا من الأمور الاعتقادية وغيرها، (وبالإسلام) أي: بجميع أحكام الإسلام من الأوامر والنواهي،(ديناً) أي: اعتقاداً أو انقياداً، وقال ابن الملك: الجملة استئناف، كأنه قيل: ما سبب شهادتك؟ فقال: رضيت بالله، (غفر له) أي من الصغائر"14.

فمن المهم أن يعلم الإنسان ما يقوله وتفكر فيه حتى ينتفع به الانتفاع المطلوب، نسأل الله تعالى أن يلهمنا رشدنا، وأن يفقهنا في الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.





منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ra7il.0wn0.com/
Ahmad12

وقفه مع حديث نبوي يومي  1610
Ahmad12


مصر
ذكر
التسجيل : 20/06/2014
عدد المساهمات : 1029
الموقع : رحيل القمر

وقفه مع حديث نبوي يومي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفه مع حديث نبوي يومي    وقفه مع حديث نبوي يومي  Emptyالجمعة 26 ديسمبر 2014, 21:59

إستمرار لوقفاتنا مع الأحاديث النبوية

الحديث السابع .. ( الـبـر حـسـن الـخلق )

الحمد لله وحد نحمده ونشكره ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
أشهد ان لا إله الى الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين .
أما بعد :



وقفة مع حديث :

عن النواس بن سـمعـان رضي الله عـنه، عـن النبي صلى الله عـليه وسلم قـال: { الـبـر حـسـن الـخلق والإثـم ما حـاك في نـفـسـك وكـرهـت أن يـطـلع عــلـيـه الـنـاس }.
[رواه مسلم:2553].
وعن وابصه بن معبد رضي الله عنه، قال: أتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقال: { جئت تسأل عن البر؟ } قلت: نعم؛ فقال: { استفت قلبك؛ البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك }.
[حديث حسن، رويناه في مسندي الإمامين أحمد بن حنبل:4/ 227، والدارمي:2/ 246 بإسناد حسن].





شرح الحديث
تكمن عظمة هذا الدين في تشريعاته الدقيقة التي تنظم حياة الناس وتعالج مشكلاتهم ، ومن طبيعة هذا المنهج الرباني أنه يشتمل على قواعد وأسس تحدد موقف الناس تجاه كل ما هو موجود في الحياة ، فمن جهة : أباح الله للناس الطيبات ، وعرفهم بكل ما هو خير لهم ، وفي المقابل : حرّم عليهم الخبائث ، ونهاهم عن الاقتراب منها ، وجعل لهم من الخير ما يغنيهم عن الحرام .
وإذا كان الله تعالى قد أمر عباده المؤمنين باتباع الشريعة والتزام أحكامها ، فإن أول هذا الطريق ولبّه : تمييز ما يحبه الله من غيره ، ومعرفة المعيار الدقيق الواضح في ذلك ، وفي ظل هذه الحاجة : أورد الإمام النووي هذين الحديثين الذين اشتملا على تعريف البر والإثم ، وتوضيح علامات كلٍ منهما .
فأما البر : فهي اللفظة الجامعة التي ينطوي تحتها كل أفعال الخير وخصاله ، وجاء تفسيره في الحديث الأول بأنه حسن الخلق ، وعُبّر عنه في حديث وابصة بأنه ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ، وهذا الاختلاف في تفسيره لبيان أنواعه .
فالبرّ مع الخَلْق إنما يكون بالإحسان في معاملتهم ، وذلك قوله : ( البرّ حسن الخلق ) ، وحسن الخلق هو بذل الندى، وكف الأذى ، والعفو عن المسيء ، والتواصل معهم بالمعروف ، كما قال ابن عمر رضي الله عنه : " البرّ شيء هيّن : وجه طليق ، وكلام ليّن " .
وأما البر مع الخالق فهو يشمل جميع أنواع الطاعات الظاهرة والباطنة ، كما قال الله تعالى في كتابه : { ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون } ( البقرة : 177 ) ، فيُطلق على العبد بأنه من الأبرار إذا امتثل تلك الأوامر ، ووقف عند حدود الله وشرعه .
ثم عرّف النبي صلى الله عليه وسلم الإثم بقوله : ( والإثم ما حاك في نفسك ، وكرهت أن يطلع عليه الناس ) ، فجعل للإثم علامتين : علامة ظاهرة ، وعلامة باطنة .
فأما العلامة الباطنة : فهي ما يشعر به المرء من قلق واضطراب في نفسه عند ممارسة هذا الفعل ، وما يحصل له من التردد في ارتكابه ، فهذا دليل على أنه إثم في الغالب .
وعلامته الظاهرية : أن تكره أن يطلع على هذا الفعل الأفاضل من الناس ، والصالحون منهم ، بحيث يكون الباعث على هذه الكراهية الدين ، لامجرّد الكراهية العادية ، وفي هذا المعنى يقول ابن مسعود رضي الله عنه : " ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ، وما رأوه سيئا فهو عند الله سيئ ".
وإرجاع الأمر إلى طمأنينة النفس أو اضطرابها يدل على أن الله سبحانه وتعالى قد فطر عباده على السكون إلى الحق والطمأنينة إليه ، وتلك الحساسية المرهفة والنظرة الدقيقة إنما هي للقلوب المؤمنة التي لم تطمسها ظلمات المعصية ورغبات النفس الأمارة بالسوء ، ولكن هل كل ما حاك في الصدر ، وتردد في النفس ، يجب طرحه والابتعاد عنه ؟ وهل يأثم من عمل به ، أم أن المسألة فيها تفصيل ؟
إن هذه المسألة لها ثلاث حالات ، وبيانها فيما يلي :
الحالة الأولى : إذا حاك في النفس أن أمرا ما منكر وإثم ، ثم جاءت الفتوى المبنيّة على الأدلة من الكتاب والسنة بأنه إثم ، فهذا الأمر منكر وإثم ، لا شك في ذلك .
الحالة الثانية : إذا حاك في الصدر أن هذا الأمر إثم ، وجاءت الفتوى بأنه جائز ، لكن كانت تلك الفتوى غير مبنيّة على دليل واضح من الكتاب أو السنة ، فإن من الورع أن يترك الإنسان هذا الأمر ، وهذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإن أفتاك الناس وأفتوك )، أي : حتى وإن رخّصوا لك في هذا الفعل ، فإن من الورع تركه لأجل ما حاك في الصدر ، لكن إن كانت الفتوى بأن ذلك الأمر جائز مبنية على أدلة واضحة ، فيسع الإنسان ترك هذا الأمر لأجل الورع ، لكن لا يفتي هو بتحريمه ، أو يلزم الناس بتركه .
وقد تكون الفتوى بأن ذلك الأمر ليس جائزا فحسب ، بل هو واجب من الواجبات ، وحينئذٍ لا يسع المسلم إلا ترك ما حاك في صدره ، والتزام هذا الواجب ، ويكون ما حاك في الصدر حينئذٍ من وسوسة الشيطان وكيده ، ولهذا لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة في صلح الحديبية بأن يحلّوا من إحرامهم ويحلقوا ، ترددوا في ذلك ابتداءً ، وحاك في صدورهم عدم القيام بذلك ، لكن لم يكن لهم من طاعة الله ورسوله بد ، فتركوا ما في نفوسهم ، والتزموا أمر نبيهم صلى الله عليه وسلم .
ومثل ذلك إذا كان الإنسان موسوسا ، يظن ويشكّ في كلّ أمر أنّه منكر ومحرّم ، فإنه حينئذٍ لا يلتفت إلى الوساوس والأوهام ، بل يلتزم قول أهل العلم وفتواهم .
الحالة الثالثة : إذا لم يكن في الصدر شك أو ريبة أو اضطراب في أمرٍ ما ، فالواجب حينئذٍ أن يتّبع الإنسان قول أهل العلم فيما يحلّ ويحرم ؛ عملا بقوله تعالى : { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } ( الأنبياء : 7 ) .
إن تعامل الإنسان المسلم مع ما يمر به من المسائل على هذا النحو ، ليدل دلالة واضحة على عظمة هذا الدين ، فقد حرص على إذكاء معاني المراقبة لله في كل الأحوال ، وتنمية وازع الورع في النفس البشرية ، وبذك يتحقق معنى الإحسان في عبادة الله تعالى .

الفـــــــــــــــوائد من الحديث..

عن النواس بن سمعان عن النبي قال: { البر حسن الخلق } البر كلمة تدل على الخير وكثرة الخير، وحسن الخلق يعني أن يكون الإنسان واسع البال منشرح الصدر والسلام مطمئن القلب حسن المعاملة، فيقول عليه الصلاة والسلام:{ إن البر حسن الخلق } فإذا كان الإنسان حسن الخُلق مع الله ومع عباد الله حصل له الخير الكثير وانشرح صدره للإسلام واطمأن قلبه بالإيمان وخالق الناس بخلق حسن، وأما الإثم فبيّنه النبي عليه الصلاة والسلام بأنه: { ما حاك في نفسك }وهو يخاطب النواس بن سمعان، والنواس ابن سمعان صحابي جليل فلا يحيك في نفسه ويتردد في نفسه ولا تأمنه النفس إلا ما كان إثماً ولهذا قال: { ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس } وأما أهل الفسق والفجور فإن الآثام لا تحيك بنفوسهم ولا يكرهون أن يطلع عليها الناس بل بعضهم يتبجح ويخبر بما يصنع من الفجور والفسق، ولكن الكلام مع الرجل المستقيم فإنه إذا هم بسيئة حاك ذلك في نفسه وكره أن يطلع الناس على ذلك، وهذا الميزان الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام إنما يكون مع أهل الخير والصلاح.


ومثل الحديث عن وابصة بن معد قال: أتيت النبي فقال: { جئت تسأل عن البر؟ } قلت: نعم، قال: { استفت قلبك }يعني لا تسأل أحداً واسأل قلبك واطلب منه الفتوى { البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب }، فمتى وجدت نفسك مطمئنة وقلبك مطمئن إلى شيء فهذا هو البر فافعله { والإثم ما حاك نفسك } في النفس وتردد في الصدر، فإذا رأيت هذا الشيء حاك في نفسك وتردد في صدرك فهو إثم، قال: { وإن أفتاك الناس وأفتوك } يعني إن أفتاك الناس بأنه ليس فيه إثم وأفتوك مرة بعد مرة، وهذا يقع كثيراً تجد الإنسان يتردد في الشيء ولا يطمئن إليه ويتردد فيه ويقول له الناس: هذا حلال وهذا لابأس به، لكن لم ينشرح صدره بهذا ولم تطمئن إليه نفسه فيقال: مثل هذا إنه إثم فاجتنبه.


ومن فوائد هذا الحديث والذي قبله : فضيلة حسن الخلق حيث فعل النبي حسن الخلق هو البر.


ومن فوائده أيضاً : أن ميزان الإثم أن يحيك بالنفس ولا يطمئن إليه القلب.


ومن فوائده : أن المؤمن يكره أن يطلع الناس على عيوبه بخلاف المستهتر الذي لا يبالي، فإنه لا يهتم إذا اطلع الناس على عيوبه.


ومن فوائدها : فراسة النبي حيث أتى إليه وابصة فقال: { جئت تسأل عن البر ؟ }.


ومن فوائدها: إحالة حكم الشيء إلى النفس المطمئنة التي تكره الشر وتحب الخير، لقوله: { البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب }.


ومن فوائد الحديثين أيضاً: أن الإنسان ينبغي له أن ينظر إلى مايكون في نفسه دون ما يفتيه الناس به فقد يفتيه الناس الذين لا علم لهم بشيء لكنه يتردد فيه ويكرهه فمثل هذا لا يرجع إلى فتوى الناس وإنما يرجع إلى ما عنده.


ومن فوائدهما : أنه متى أمكن الاجتهاد فإنه لايعدل إلى التقليد لقوله: { وإن أفتاك الناس وأفتوك }.




وأسأل الله لي ولكم التوفيق

وإلـى اللـقـاء فـي الـحـديـث الـقـادم "إن شـاء الله"


منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ra7il.0wn0.com/
Ahmad12

وقفه مع حديث نبوي يومي  1610
Ahmad12


مصر
ذكر
التسجيل : 20/06/2014
عدد المساهمات : 1029
الموقع : رحيل القمر

وقفه مع حديث نبوي يومي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفه مع حديث نبوي يومي    وقفه مع حديث نبوي يومي  Emptyالجمعة 26 ديسمبر 2014, 22:00

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إستكمالآ لوقفاتنا مع الأحاديث النبوية الشريفه .. والحديث الثامن .. ( ففيهما فجاهد ) ...



بقلم/ محمد بن عبد السلام الأنصاري
لقد عظم الله تعالى حق الوالدين؛ ورفعت الشريعة من شأنهما؛ ولهما حق عظيم على الأبناء؛ حيث تعبا في رعايتهم والقيام على شئونهم؛ وعلى الأخص الوالدة التي حملت الابن تسعة أشهر؛ ثم دخلت في آلام لا يعلمها إلا الله عند وضعه؛ ونسيت تلك الآلام كلها عند أول ضمة له لإرضاعه؛ ولذلك عظمت الشريعة حقها على الابن أكثر من حق الأب، كما ورد في صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ) جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ(.
فحق الوالدين شأنه عظيم؛ وقد قرن الله تبارك وتعالى حقه المعظم بحق الوالدين في أكثر من موضع في كتابه الكريم؛ من ذلك قول تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24].
وبرّ الوالدين من أحب الأعمال إلى الله تعالى وأعلاها منزلة؛ يدل لذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن عَبْد اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ) سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: الصَّلَاةُ عَلَى مِيقَاتِهَا، قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ، قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فَسَكَتُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوْ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي (.
بل إن الله تبارك وتعالى قد أمر بالإحسان إليهما ومصاحبتهما بالمعروف وإن كانا كافرين غير مسلمين؛ فكيف الأمر بالبر بهما لو كانا مسلمين؛ لا شك أنه أعظم شأنًا وأوجب؛ وقد قال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴿ ﴾ [لقمان: 14، 15]. وروى البخاري في صحيحه عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قَالَ: نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ (.
وإن مما يدل على وجوب بر الوالدين ما رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قَالَ: ) أقبلَ رَجُلٌ إِلَى نَبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أُبَايِعُكَ عَلَى الهِجْرَةِ وَالجِهَادِ أَبْتَغي الأجْرَ مِنَ الله تَعَالَى. قَالَ: فَهَلْ لَكَ مِنْ وَالِدَيْكَ أحَدٌ حَيٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ، بَلْ كِلاهُمَا. قَالَ: فَتَبْتَغي الأجْرَ مِنَ الله تَعَالَى؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فارْجِعْ إِلَى وَالِدَيْكَ، فَأحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا. وهذا لَفْظُ مسلِم. وفي رواية لَهُمَا: جَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَأذَنَهُ في الجِهَادِ، فقَالَ: أحَيٌّ وَالِداكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَفيهِمَا فَجَاهِدْ(.
وفي هذا الحديث عدة وقفات:
• أن منزلة الجهاد في الدين من المنازل العالية؛ وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يدركون ذلك؛ فلذلك كانوا يتسابقون إليه؛ ويقدمون نفوسهم رخيصة في سبيل الله؛ لما في الجهاد في سبيل الله من الفضل العظيم والأجر الكبير، وقد وردت نصوص كثيرة في الكتاب والسنة تؤكد فضل الجهاد وتعلي مكانته ومنزلته؛ ويكفي في ذلك قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 111]. ولما في الصحيحين من حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ) رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا العَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ الغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا (.
• أن هذا الفضل العظيم للجهاد أفضل منه برّ الوالدين، إلا في حالات خاصة ذكرها أهل العلم عند تعين الجهاد على شخص بعينه؛ وهذا الفضل العظيم قد يخفى على بعض أهل الفضل، كما حصل لهذا الصحابي.
وتقديم بر الوالدين على الجهاد غير المتعين هو قول جمهور العلماء، وقد استندوا على هذا الدليل الصحيح البين الواضح.
قال ابن رشد الحفيد في كتابه بداية المجتهد ونهاية المقتصد (2/ 313): وَعَامَّةُ الْفُقَهَاءِ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ مِنْ شَرْطِ هَذِهِ الْفَرِيضَةِ إِذْنُ الْأَبَوَيْنِ في الجهاد فِيهَا، إِلَّا أَنْ تَكُونَ عَلَيْهِ فَرْضَ عَيْنٍ مِثْلَ أَنْ لَا يَكُونَ هُنَالِكَ مَنْ يَقُومُ بِالْفَرْضِ إِلَّا بِقِيَامِ الْجَمِيعِ بِهِ. وَالْأَصْلُ فِي هَذَا مَا ثَبَتَ: ) أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي أُرِيدُ الْجِهَادَ، قَالَ: أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ (.
وقال الصنعاني في كتابه سبل السلام: وَذَهَبَ الْجَمَاهِيرُ مِنْ الْعُلَمَاءِ إلَى أَنَّهُ يَحْرُمُ الْجِهَادُ عَلَى الْوَلَدِ إذَا مَنَعَهُ الْأَبَوَانِ أَوْ أَحَدُهُمَا بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَا مُسْلِمَيْنِ؛ لِأَنَّ بِرَّهُمَا فَرْضُ عَيْنٍ وَالْجِهَادُ فَرْضُ كِفَايَةٍ، فَإِذَا تَعَيَّنَ الْجِهَادُ فَلَا.
• أن هذا الحديث الجليل يبين قلة فقه بعض شباب الإسلام الذين تأخذهم الغيرة لدين الله تعالى؛ فيقدمون على كبيرة من الكبائر وهي عقوقهم لوالديهم لغرض نيل الأجر في الجهاد؛ بينما كان من الواجب عليهم البدء بالواجبات قبل النوافل؛ فأحب الأعمال إلى الله تعالى ما افترضه على عباده؛ كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الحديث القدسي: ) .. وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ.. (.
• أن بر الوالدين لا يقل رتبة في الفضل رتبة الجهاد في سبيل الله ومنزلته؛ وقد ينال المسلم ذلك الأجر إذا احتسب العبد ذلك العمل لله تعالى؛ فقد يعتصر العبد ألمًا لحب الجهاد في سبيل الله ونيل شرف الشهادة؛ ولا يمنعه من ذلك إلا الانقياد للأمر الشرعي الذي أمره ببره بوالديه.


منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ra7il.0wn0.com/
Ahmad12

وقفه مع حديث نبوي يومي  1610
Ahmad12


مصر
ذكر
التسجيل : 20/06/2014
عدد المساهمات : 1029
الموقع : رحيل القمر

وقفه مع حديث نبوي يومي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفه مع حديث نبوي يومي    وقفه مع حديث نبوي يومي  Emptyالجمعة 26 ديسمبر 2014, 22:01

وقفه مع الحديث التاسع (أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا)



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إستكمالآ لوقفاتنا مع الأحاديث النبوية

نستكملها بحديث ( أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا )



علي بن عبدالعزيز الراجحي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات وأعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم ) (سورة المؤمنون آية 51) وقال : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم وأشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ) (آية 172 من سورة البقرة ). ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء ، يا رب ، يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ) (رواه مسلم في صحيحه ، كتاب الزكاة ، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها 2/703 برقم ( 1015 ) ورواه الترمذي في أبواب تفسير القرآن سورة البقرة رقم ( 2989 ) وأنظر تحفة الأحوذي ( 8/266 ) .

قوله لا يقبل إلا طيباً : المراد أن الله تعالى لا يقبل من الصدقات إلا ما كان طيباً حلالا . وقيل : لا يقبل من الأعمال إلا ما كان طيباً طاهراً من المفسدات كلها ، كالرياء والعجب ، ولا من الأموال إلا ما كان طيباً حلالاً ، فإن الطيب توصف به الأعمال والأقوال والاعتقادات ، وضد الطيب : الخبيث .
إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين : المراد أن الرسل وأممهم مأمورون بالأكل من الطيبات التي هي الحلال والعمل الصالح .

من أحكام الحديث :
1- الله سبحانه وتعالى طيب منزه عن النقائص والعيوب كلها ، فله سبحانه الأسماء الحسنى ، والصفات العلى .
2- الله تعالى طيب يحب من عباده أن يكونوا طيبين في أعمالهم وأقوالهم واعتقاداتهم ، قال تعالى : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه). (سورة فاطر آية 10)
ووصف تعالى رسوله الله بأنه يحل الطيبات ، قال تعالى : ( ويحل لهم الطيبات ) (سورة الأعراف آية 157) ، ووصف المؤمنين بالطيب ، قال تعالى : ( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين ) (سورة النحل آية 32 ) ، فالمؤمن كله طيب : قلبه ، ولسانه ، وجسده ، بما يسكن في قلبه من الإيمان ، ويظهر على لسانه من الذكر ، وعلى جوارحه من الأعمال الصالحة ، قال صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة : ( سبحان الله ، إن المسلم لا ينجس )، (رواه البخاري في كتاب الغسل باب عرق الجنب وأن المسلم لا ينجس ( الفتح 1/390 ) رقم ( 283 ) ، ومسلم في كتاب الحيض ، باب الدليل على أن المسلم لا ينجس 1/82 رقم ( 371 ) . وبضد ذلك الكافر، قال تعالى (إنما المشركون نجس ) (سورة التوبة آية 28).
3- كما يحب الله من عباده أن يكونوا طيبين ، فلا يكونوا بخلاف الطيب وهو الخبيث سواء بأقوالهم أو أفعالهم أو اعتقاداتهم ، فالله تعالى وصف رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه يحل الطيبات ، ويحرم الخبائث ، قال تعالى ( ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) (سورة الأعراف آية 157).
4- مما يستنبط من الحديث الأمر في التعامل المالي بالحلال ، والحذر من التعامل بالحرام ، فالرسول صلى الله عليه وسلم نبه أن الله تعالى لا يقبل إلا طيباً ، وجعل صفة مشتركة بين الرسل والمؤمنين أنهم لا يأكلون إلا الطيبات من الرزق ، وبناء عليه فلا يقبل عطاء أو صدقة من كسب حرام
وقد تضافرت نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية على الحث على الأكل والتعامل بالحلال ، والنهي عن ضده ، قال الله تعالى : ( يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ) (سورة البقرة آية 168). ، وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم)، (سورة النساء آية 29) . وقال سبحانه ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم ) (سورة البقرة آية 198) .
وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ أمن الحلال أم من الحرام ) ( أخرجه البخاري ، كتاب البيوع ، باب من لم يبال من حيث كسب المال 4/296 رقم ( 2059 ) .
وعن المقدام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده) . (رواه البخاري ، كتاب البيوع ، باب كسب الرجل وعمله بيده 4/303 رقم ( 2072 ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه ) (أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب الزكاة ، باب الاستعفاف عن المسألة 3/335 برقم ( 1471 ) ، وأخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الزكاة ، باب كراهة المسألة 2/721 برقم ( 1042 ) .
5- بين الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لا يقبل عند الله المال إلا إذا كان طيباً ، فالصدقة من المال الحرام غير مقبولة ، روى مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا يقبل الله صلاة بغير طهور ، ولا صدقة من غلول)(رواه مسلم في صحيحه ، كتاب الطهارة ، باب وجوب الطهارة للصلاة 1/204 برقم ( 224 ) . ، وفي الصحيحين مرفوعاً: (ما تصدق عبد بصدقة من مال طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه ). (أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب الزكاة ، باب الصدقة من كسب طيب 3/278 برقم ( 1410 ) ، وأخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الزكاة ، باب قبول الصدقة في الكسب الطيب 2/702 برقم ( 1014 )
6- التعامل بالمال الحرام أكلاً ولباساً وتغذية مانع لإجابة دعاء الداعي مهما توفرت أسباب الإجابة من السفر ، والتبذل ، ورفع الأيدي ، والإلحاح ، وغيرها . قال بعض السلف : (لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طرقها بالمعاصي) .
7- من أعظم ما يتقرب به إلى الله تعالى ويستعان به على تحقيق المطالب الدنيوية والأخروية الدعاء ، وإذا حرم المسلم إجابة دعائه حرم خيراً كثيراً في الدنيا والآخرة .
8- ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بعض آداب الدعاء ، والتي هي من أسباب الإجابة ، وهي :
‌أ- إطالة السفر ، والسفر بمجرده يقتضي إجابة الدعاء ، روى أبو داود وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن : دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد لولده ) (أخرجه أبو داود ، كتاب الصلاة ، باب الدعاء بظهر الغيب 1/480 ، برقم ( 1536 ) ، و الترمذي ، كتاب البر والصلة ، باب ما جاء في دعوة الوالدين 4/277 برقم ( 1905 ) .. ومتى طال السفر كان أقرب إلى إجابة الدعاء ؛ لأنه مظنة حصول انكسار النفس بطول الغربة عن الأوطان، وتحمل المشاق .
‌ب- رفع الأيدي في الدعاء ، أخرج الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما ، عن سلمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين) (أخرجه أبو داود ، كتاب الصلاة ، باب الدعاء 1/468 برقم ( 1488 ) ، وأخرجه الترمذي ، كتاب الدعوات ، باب 105 ، في 5/520 برقم ( 3556 )
‌ج- الإلحاح على الله عز وجل بذكر ربوبيته ، بقول ( يا رب ، يا رب)، وهو من أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء .

ومسك الختام الله أسال للجميع العلم النافع والعمل الصالح



منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ra7il.0wn0.com/
Ahmad12

وقفه مع حديث نبوي يومي  1610
Ahmad12


مصر
ذكر
التسجيل : 20/06/2014
عدد المساهمات : 1029
الموقع : رحيل القمر

وقفه مع حديث نبوي يومي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفه مع حديث نبوي يومي    وقفه مع حديث نبوي يومي  Emptyالجمعة 26 ديسمبر 2014, 22:02

وقفه مع الحديث العاشر ... ( إنما الأعمال بالنيات )


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
نستكمل مابدأناه من وقفاتنا مع الأحاديث النبوية الشريفه

نستكملها بالحديث العاشر .. ( إنما الأعمال بالنيات )

بقلم : خالد بن سعود البليهد


عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) متفق عليه.
هذا الحديث أصل عظيم في الدين ، وموضوعه الإخلاص في العمل وبيان اشتراط النية وأثر ذلك ، وبه صدر البخاري كتابه الصحيح وأقامه مقام الخطبة له إشارة إلى أن كل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل لا ثمرة له في الدنيا والآخرة. وهو أحد الأحاديث التي يدور الدين عليها قال الشافعي هذا الحديث ثلث العلم ويدخل في سبعين بابا من الفقه وقال أحمد أصل الإسلام على ثلاثة أحاديث حديث عمر الأعمال بالنيات وحديث عائشة من أحدث في أمرنا هذا وحديث النعمان بن بشير الحلال بين والحرام بين .

وفي الحديث مسائل :
الأولى : قوله (إنما الأعمال بالنيات) هذا يقتضي الحصر والمعنى إنما الأعمال صالحة أو فاسدة أو مقبولة أو مردودة بالنيات ، فيكون خبرا عن حكم الأعمال الشرعية فلا تصح ولا تحصل إلا بالنية ومدارها بالنية. وقوله (وإنما لكل امرئ ما نوى ) إخبار أنه لا يحصل له من عمله إلا مانواه به فإن نوى خيرا جوزي به وإن نوى شرا جوزي به وإن نوى مباحا لم يحصل له ثواب ولا عقاب ، وليس هذا تكرير محض للجملة الأولى فإن الجملة الأولى دلت على صلاح العمل وفساده والثانية دلت على ثواب العامل وعقابه .

الثانية : النية (لغة) القصد والعزيمة. و(اصطلاحا) هي القصد للعمل تقربا إلى الله وطلبا لمرضاته وثوابه . وتطلق النية في كلام العلماء على معنيين :
(1) نية المعمول له : أي تمييز المقصود بالعمل هل هو الله وحده لا شريك له أم غيره أم الله وغيره ، وهذا المعنى يتكلم فيه العارفون في كتبهم من أهل السلوك الذين يعتنون بالمقاصد والرقائق والإيمانيات .
وهو المقصود غالبا في كلام الله بلفظ النية والإرادة قال تعالى (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة) وكذلك هو المقصود غالبا في السنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من غزا في سبيل الله ولم ينو إلا عقالا فله مانوى) رواه أحمد ، وهذا كثير في كلام السلف قال عمر "لا عمل لمن لا نية له ولا أجر لمن لا حسبة له " وقال يحيى بن أبي كثير "تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل" وقال سفيان الثوري"ما عالجت شيئا أشد علي من نيتي لأنها تتقلب علي" .
(2) نية العمل : أي تمييز العمل ، فلا تصح الطهارة بأنواعها ولا الصلاة والزكاة والصوم والحج وجميع العبادات إلا بقصدها ونيتها ، فينوي تلك العبادة المعينة ، وإذا كانت العبادة تحتوي على أجناس وأنواع كالصلاة منها الفرض والنفل المعين والنفل المطلق ، فالمطلق منه يكفي فيه أن ينوي الصلاة ، وأما المعين من فرض ونفل فلا بد مع نية الصلاة أن ينوي ذلك المعين وهكذا بقية العبادات .
والأمر الثاني : تمييز العبادة عن العادة ، فمثلا الإغتسال يقع نظافة أو تبرد ويقع عن الحدث الأكبر وعن غسل الميت وللجمعة ونحوها ، فلا بد أن ينوي فيه رفع الحدث أو ذلك الغسل المستحب ، وكذلك يخرج الإنسان الدراهم مثلا للزكاة أو الكفارة أو للنذر أو للصدقة المستحبة أو للهدية فالعبرة في ذلك كله على النية ، وكذلك صور ومسائل المعاملات العبرة نيته وقصده لا ظاهر عمله ولفظه . ويدخل في ذلك جميع الوسائل التي يتوسل بها إلى مقاصدها فإن الوسائل لها أحكام المقاصد صالحة أو فاسدة والله يعلم المصلح من المفسد .

الثالثة : قوله"فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله" ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم مثالا من الأعمال التي يختلف صلاحها وفسادها باختلاف النيات ، وكأنه يقول سائر الأعمال تقاس على هذا المثال . والهجرة هي الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من هاجر إلى دار الإسلام حبا لله ورسوله ورغبة في إظهار دينه حيث كان يعجز عنه في دار الشرك فهذا هو المهاجر إلى الله ورسوله حقا ، ومن كان مهاجرا لغرض إصابة الدنيا أو نكاح المرأة فهذا مهاجر لأجل الدنيا وليس لأجل الآخرة ولا يؤجر على ذلك، وفي قوله "إلى ما هاجر إليه" تحقير لما طلبه من أمر الدنيا واستهانة به. وسائر الأعمال كالهجرة في هذا كالجهاد والحج وغيرها ، ففي الصحيحين عن أبي موسى "أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل للذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " ، وقد ورد الوعيد في تعلم العلم لغير وجه الله كما أخرجه أحمد من حديث أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم "من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة" يعني ريحها.

الرابعة: ينقسم العمل بالنسبة للرياء من حيث حكمه إلى ثلاثة أقسام:
1- أن يكون أصل العمل رياء خالصا بحيث لا يراد به إلا مراءاة المخلوقين لغرض دنيوي كحال المنافقين في صلاتهم قال تعالى( وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ) وهذا الرياء الخالص لا يصدر من مؤمن حقا وهذا العمل حابط وصاحبه مستحق للمقت والعقوبة.
2- أن يكون العمل لله ويشاركه الرياء في أصله فالنصوص الصريحة تدل على بطلانه وحبوطه أيضا ، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يقول الله تبارك وتعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه" ، ولا يعرف عن السلف في هذا القسم خلاف بينهم.
3- أن يكون أصل العمل لله ثم يطرأ عليه نية الرياء فإن كان خاطرا ودفعه فلا يضره بغير خلاف وإن استجاب له فهل يحبط عمله أم لا:الصحيح أن أصل عمله لا يبطل بهذا الرياء وأنه يجازى بنيته الأولى ورجحه أحمد والطبري ، وإنما يبطل من عمله ما خالطه الرياء .
أما إذا خالط نية العمل نية غير الرياء مثل أخذ الأجرة للخدمة أو شيء من المعاوضة في الجهاد أو التجارة في الحج نقص بذلك الأجر ولم يبطل العمل قال أحمد : التاجر والمستأجر والمكاري أجرهم على قدر ما يخلص من نيتهم في غزاتهم ولا يكون مثل من جاهد بنفسه وماله لا يخلط به غيره.
وليس من الرياء فرح المؤمن بفضل الله ورحمته حين سماع ثناء الناس على عمله الصالح فإذا استبشر بذلك لم يضره لما روى أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه سئل عن الرجل يعمل العمل لله من الخير ويحمده الناس عليه فقال: تلك عاجل بشرى المؤمن "رواه مسلم .

الخامسة : تتفاضل الأعمال ويعظم ثوابها بحسب ما يقوم بقلب العامل من الإيمان والإخلاص ،حتى إن صاحب النية الصادقة إذا عجز عن العمل يلتحق بالعامل في الأجر قال الله تعالى( وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) وفي الصحيح مرفوعا "إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما" وفيه أيضا "إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم حبسهم العذر" . وإذا هم العبد بالخير ثم لم يقدر له العمل كتبت همته ونيته حسنة كاملة ففي سنن النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم ويصلي من الليل فغلبته عينه حتى أصبح كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه".

السادسة : تجري النية في المباحات والأمور الدنيوية ، فمن نوى بكسبه وعمله الدنيوي الإستعانة بذلك على القيام بحق الله وحقوق الخلق واستصحب هذه النية الصالحة في أكله وشربه ونومه وجماعه انقلبت العادات في حقه إلى عبادات وبارك الله في عمله وفتح له من أبواب الخير والرزق أمورا لا يحتسبها ولا تخطر له على بال ، ومن فاتته هذه النية لجهله أو تهاونه فقد حرم خيرا عظيما ففي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لسعد بن أبي وقاص "إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك" وقال ابن القيم "إن خواص المقربين هم الذين انقلبت المباحات في حقهم إلى طاعات وقربات بالنية فليس في حقهم مباح متساوي الطرفين بل كل أعمالهم راجحة".

السابعة: الهجرة في سبيل الله من أجل الطاعات وأعظم القربات ، وهذه الشعيرة باقية إلى قيام الساعة، وتنقسم الهجرة باعتبار حكمها إلى قسمين:
1- هجرة واجبة وهي الإنتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام قال الله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) وتسقط الهجرة عن العاجز عنها قال تعالى (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا).
2- هجرة مستحبة وهي الإنتقال من بلد البدعة إلى بلد السنة ومن المعصية إلى الطاعة ، وقد كان كثير من السلف يهاجر لذلك .

وتجوز الإقامة في بلد الكفر على الصحيح من أقوال أهل العلم بشروط:
1- أن يكون قادرا على إظهار شعائر الدين .
2- أن يأمن الفتنة على دينه .
3- أن يأمن الفساد على أهله وولده .
فإن خشي ذلك وغلب على ظنه فلا يجوز ، ومع ذلك فإن الأحوط للمؤمن عدم الإقامة في بلد الكفر إلا أن تكون المصلحة راجحة في بقائه كاشتغاله بالدعوة والتعليم وله كلمة وتأثير في الناس .
ولا يجوز مطلقا الإقامة في بلد الكفر مع انتفاء الشروط أو بعضها لغرض طلب الرزق والتوسع في المعاش أو غير ذلك ، وقد فرط بعض المسلمين هداهم الله ، ومن فعل ذلك فقد ارتكب جرما عظيما وعرض نفسه للخطر وهو باق على دينه لا يكفر إلا إذا حصل منه ما يوجب ردته والله المستعان.


منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ra7il.0wn0.com/
شبح المنتديات

وقفه مع حديث نبوي يومي  718
شبح المنتديات


مصر
ذكر
التسجيل : 14/06/2014
عدد المساهمات : 180

وقفه مع حديث نبوي يومي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفه مع حديث نبوي يومي    وقفه مع حديث نبوي يومي  Emptyالجمعة 10 أبريل 2015, 12:48

جزاك الله خيرا على ماطرحت يسلمو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام ايمان

وقفه مع حديث نبوي يومي  2710
ام ايمان


مصر
انثى
العمر : 48
تاريخ الميلاد : 05/10/1975
التسجيل : 29/03/2013
عدد المساهمات : 467

وقفه مع حديث نبوي يومي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفه مع حديث نبوي يومي    وقفه مع حديث نبوي يومي  Emptyالسبت 11 أبريل 2015, 00:02

موضوع في قمة الروعه

لطالما كانت مواضيعك متميزة

لا عدمنا التميز و روعة الإختيار

دمت لنا ودام تألقك الدائم

وقفه مع حديث نبوي يومي  Do

_________________________________
منتديات انا عربي ملتقي كل العرب

ركن تعبة المحتوي وتنشيط المنتديات

www.ana3arby.com

شات انا عربي دردشة وتعارف شباب وبنات شات لكل العرب

نورونا مطلوب سوابر للشات


http://www.ana3arby.com/


وقفه مع حديث نبوي يومي  Emptyوقفه مع حديث نبوي يومي  Nوقفه مع حديث نبوي يومي  Aوقفه مع حديث نبوي يومي  Mوقفه مع حديث نبوي يومي  E  وقفه مع حديث نبوي يومي  Mوقفه مع حديث نبوي يومي  Oوقفه مع حديث نبوي يومي  Empty
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وقفه مع حديث نبوي يومي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مشهد يومي
» روتين يومي للعناية بالبشرة قبل النوم
» حديث الاستخارة
» حديث يصف حالنا اليوم
» شرح حديث (اتق الله حيثما كنت)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات حميد العامري ::  المواضيع الاسلامية-
انتقل الى: